لا اعرف ما الذي جاء بي الى هنا .. قال لي بعد ان ارجع سيارته ثم فتح الباب مع انحناءة مسرحية : التقيتك مرة في المطار لم يكن ممكنا ان اطلب رقمك ..مناسبة سعيدة ان اوصلك حتى لوكان بيتك في اقصى المدينة ..اسمي مالك انا وكيل شركة اراجيل هل تدخن ؟ لا ، ولا انا!
عند الاشارة الضوئية قلت له : وليد… عليك ان تستدير يسارا .. كأني صدمته : فعلا انا اسمي وليد ثم على ضوء السيارة اطلعني على هويته وليد فعلا .. لماذا غير اسمه ؟
امي تناديني وليد وابي يفضل مالك.انت رجل مكشوف عنك الحجاب..
قلت ابد ا لاادري خطر الاسم ببالي (وليد) تذكرت رواية جبرا فرغت منها البارحة ( البحث عن وليد مسعود ) اعرف شخصا يحمل هذا الاسم بسامراء وهو لايدري ان اسمه عنوان رواية،نشرت أول مرة عام 1978. صنفت في الرتبة الثانية في قائمة أفضل مئة رواية عربية.
هل يمكن ان نكون اصدقاء ؟!
ثم اخرج هاتفه النقال..
قطعا ستكون صداقة ملتبسه ؛ ابتدأت باسم مزدوج ؛ فسوف تنتهي بطريقة علي ان اضع لها نهاية من الان .
دراما افتراضية يمكن تتبع خطواتها وفق سيناريو – مخطط ومدروس – حتى صباح عطوان لايستطيع ان يشكل سيرته لثلاثين حلقة !
وفق هذا لايمكن ان تكون السيارة مسجلة باسمه والمهنة التي يقدم نفسه حسب مسماها يمكن الشك فيها .خمنت ان هذا الرجل بعد ان حصل على رقم هاتفي سوف يدعوني الى عشاء لايفوت وقد اتردد قليلا قبل ان يكلم اصحابه المقربين منه ا: لو تدرون من معي الان (ثم يلفظ اسمي خطأ ).
صبــاح عطوان الان في اوترخت الهولندية يقول لي : كيف تثق بمثل هؤلاء .حين كنت ببغداد لا اخرج الى مع جهة مجهولة.
يكلمونني سلفا من جهات رسمية ثم يرجعونني الى مقر اقامتي قليلا ما اثق باحد من المعجبين .
استطيع ان اسرد عليك روايات ظريفة وغريبة ايام عز الدراما التي مايزال هو احد اعلامها .
مايزال يتمتع باقصى الحيطة والحذر وهو يرمي سنارته في مياه اوترخت وقد تغرب الشمس ولا يحظى بصيد مرتجى انه في حالة ترقب : الاسماك هنا مخادعة في فرع من دلتا الراين في مقاطعات والبالغ طوله الحالي 52 كيلومتراً.
ماعلينا .. قررت الا اتواصل مع عابر السبيل هذا فقد تتقطع بي السبل وفق سيناريوهات شائكة قرر صباح عطوان عدم نجدتي في حال الوقوع بشراكها!