بتعاقب السنين وثراء التجربة ,ومع ما مر في البلاد من هموم وتكالب الازمات , لم يعد طموحنا في تحقيق نجاحات فردية والحصول على مكاسب ذاتية , بالرغم من مشروعيتها الا انها لم تعد ترضي الطموح او تتوافق مع اهدافنا الوطنية والإنسانية السامية , كثيرا ما اشتاق للفرح , للسعادة , وهي غايات انسانية ومبررة وبريئة ولها شرعيتها على كل الاصعدة , لكن تلك الرغبات لم تعد لها جدوى في الروح التي باتت تطالب بما هو اعمق وأوسع يتعدى الفرح الفردي الى فرح يشمل الاخريين من ابناء الوطن , نفوسنا اخذت تربو الى سعادة مجتمعية من خلال انعاش امل كاد ان يقتل او اسعاف مطالب انسانية لمجاميع بشرية او عوائل هزمتها الحياة والأقدار , وكثيرا ما احقق انجازا فرديا قد يدعو للفخر والنشوة فيرتد فرحي واقف عاجزا مرتبكا مخذولا بل وينتابني الشعور بالأنانية اذ ان هناك الكثير ما ينقصنا ولم يعد للسعادة الذاتية مكانا في نفوسنا المتعطشة للإصلاح , لست بصدد ترديد الشعارات , انني اقف امام مرآة الذات ليس الا , وقد يشاركني الكثير ذلك الاحساس وهذا الشعور , كل يوم تقاسمني الاسئلة عن جدوى ومعنى النجاحات الفردية , يعني ما معنى ان يبتسم في وجهك الحظ وتعبس الدنيا كل الدنيا بوجه ابناء جلدتك , ما معنى ان تجالس اصدقائك في جلسة سمر وتضحك وحولك يرتفع عويل الكادحين والمعوزين , ما معنى ان تحصل على جائزة نجاح , وقد فشلت بلادك في تقسم مواردها بعدالة بين الناس , ما معنى ان تحصل على شهادة عليا وتطبع كتابا جديدا والجهل يبني القصور في حدائق الوطن ويستوطن الارض بما برحت , ما جدوى ان تقرأ كتبا تفسر العالم وترسم اليات التعامل ,وترتفع بك روحيا ومعرفيا بينما تخيم غيوم الوهم فوق ارجاء المعمورة , ومع حديثي المتكرر عن اهمية الاحلام , الا انني اعترف مثل كثيرين ان احلامنا لم تعد فردية ,هي ترتقي لان تكون احلام وطن منهوك القوى وجريح , احلام تخرج من صومعة الوجود الذاتي الى فسحة الوجود المجتمعي ,,