على هامش تتويج فريق نادي الشرطة بلقب بطولة دوري اندية العراق لفرق الدرجة الممتازة لكرة القدم ، سألت وسيلة اعلام رياضية ، المميز الواعد لاعب الشرطة الدولي بسام شاكر عن سبب عدم ارتياحه لوضعه في عدة مباريات في الموسم الماضي ولجوئه الى وسائل الاعلام لاعلان تذمره .. على مضض اجاب بسام وقال كنت اجزم باني استحق فرصة اكبر لاظهار قدراتي .. وبعد انتهاء اخر مباريات فريق نادي الشرطة في الدوري اتخذ نجم الوسط الدولي محمد قاسم قرارا حاسما بعدم قبوله التعامل معه كلاعب بديل في صفوف فريق الشرطة وانتقل على الفور الى فريق نادي القوة الجوية ، وترك حسن عاشور الفريق رافضا هو الاخر الاستمرار مع فريق لا يقدر مهاراته بذريعة التدوير ، واقدم المدافع الايمن خضر علي على ذات الخطوة وانضم الى الطلبة وغادر كرار عامر فريق نادي الشرطة ايضا.
قد لا يكترث نادي الشرطة لمغادرة هذا النجم المحلي او ذاك لان ميزانته مؤهلة لاستقدام اي لاعب بالدوري ، إذ كشفت المفاوضات الشاقة لنادي الشرطة مع ادارة نادي السيلية القطري ، عن حقيقة ان قيمة عقد المواس مع الشرطة اكثر بمائة وخمسين الف دولار من قيمة عقد المواس مع نادي السيلية ، وهو مؤشر لا يقبل الشك بان ميزانية نادي الشرطة هي الاكبر محلياً كما اسلفت ..هذه الميزانية تساعد الشرطة على استقطاب معظم نجوم الدوري العراقي لتعزيز صفوف الفريق او لحرمان منافسيه من فرق الاندية من خدمات لاعبيها البارزين ، بهدف التفرد بالصدارة.
.التساؤل هنا لماذا يقّدم اللاعب البارز مصلحته المالية على مصلحنه الفنية ..هل يعي اللاعب المتمكن انه يقضي على مستقبله عندما يوافق على الانتقال الى فريق لا يضمن له اللعب في الخط الاول ، وهل يعرف اللاعب المتمكن ان عمره الرياضي لا يتعدى العشر سنوات في احسن حال .. وربما ستساعد التجارب الفاشلة لاكثر من نجم محلي مع فرق الاندية المترفة مالياً ، على اتخاذ القرار السليم ، واللعب للفريق الذي يحترم مهاراته وخبراته ، ويمنحه الفرصة التي يستحفها في اللعب .
إحتكار اكبر عدد من اللاعبين المحليين الماهرين ، سياسة لا تنجح دائماً ، وربما يندم نادي الشرطة على التفريط بلاعبين تاقلموا مع الفريق ، واستدعوا للعب لمنتخب العراق الوطني ، وابلوا بلاءاً حسناً ، وتعويضهم (قد) يكون صعباً جدا .. نعم لا يحق لنا الاعتراض على سياسة نادي الشرطة او اي ناد محلي اخر من جهة استقطاب اللاعبين ، ولكن من حقنا ان نتساءل ..لماذا تغيب فاعلية وتأثير الفريق الرديف او فريق الشباب في نادي الشرطة ونادي القوة الجوية ونادي الطلبة وحتى الزوراء واربيل والميناء ونفط الوسط واندية اخرى ..لماذا ينجح الكرخ ، والاندية المترفة لا تنجح ، بل ترفض محاولة اقتفاء اثر الكرخ او الكهرباء في تربية اللاعبين الواعدين .
واقول في ظل غياب المكافاة المالية المجزية من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم للفائزين الثلاثة الاوائل ، وعدم قدرة فريق النادي المحلي على التالق القاري ، فان الفرصة مثالية لبناء فرق شابة ، والفرق الشعبية والاكاديميات والمنتديات في طول البلاد وعرضها ، فيها الخير والبركة .. رسالة الى الاندية المترفة (بالمال العام) والاندية غير المحترفة في عملها ..هل تصل الرسالة .. على الارجح كلا.