يحتل العراق موقعا سامياً في العالم فهو مهد الحضارات ، ومهبط الأنبياء ، وفيه أضرحة الأنبياء ، وآل بيت وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والفقهاء ، والعلماء ، والصالحين ، زيادة عن تأريخه العالمي ، وموقعه الجغرافي ،ووفرة خيراته الكثيرة ، وفي خضم زيادة الصراعات حول السلطة ، والفوضى السياسية ، والفساد الإداري والمالي يعيش العراق حالة من الانهيار ، فعلى الشعب أولاً ، والقيادات السياسية ثانياً أنْ تعي كثيراً لما سيحصل مستقبلاً من مشاكل تضر بمصلحة العراق وشعبه الأصيل ، فحب الوطن ، والروابط التي تجمعنا في هذا البلد هي الفيصل الرئيس في انقاض البلد ،فقد قال الله تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) } [آل عمران ] ،ومن آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :” لا ترجعن بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت … اللهم فاشهد” [ حجة الوداع ]، وكذلك زهد الإمام علي -عليه السلام- عن المطامع ، وفضل وحدة المسلمين بقوله : “وَاللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لِأَجْرِ ذَلِكَ وَفَضْلِهِ وَزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ”[نهج البلاغة /73].
فعلى الجميع التحلي بالحكمة والصبر ؛ لأجل العراق وشعبه ، فالمؤامرات الداخلية والخارجية لن تنقذ العراق وشعبه في حال تعرضه إلى المصائب لا سامح الله تعالى ، والشعب هو أساس المجتمع والدولة فعلى الجميع استغفار الله تعالى ، والتكاتف من أجل عراقنا الموحد.