طالما حلمنا بأن نرى برلمان الشعب من داخل اروقته الفارهة وحدائقه الجميلة ومما زاد الطين بلة ان بعد الغزو الامريكي البغيض للعراق وجدنا انفسنا امام منطقة حيوية وسط بغداد يسميها البعض المنطقة الخضراء او المنطقة الدولية التي اصبحت حكرا لبعض الاشخاص ولبعض الاحزاب ولبعض من نزلت به سورة من جل لا نعلمه في العراق وان المرور من خلال هذه المنطقة لا يسمح به الا ببطاقة تعريفية خاصة بهذه المنطقة لدرجة انني اصبحت اشك في عراقيتي وفي وطنيتي رغم اني ذلك العراقي الذي دفع شهيدين من اخوانه ضد الارهاب وضد الغزو الامريكي اللعين ورغم كل ما بذلته لان يكون العراق سالما منعما وغانما مكرما وفي احدى المرات اردنا العبور من هذه المنطقة ورغم انني احمل بطاقتي الصحفية ومع صديق يعمل ضابط برتبة كبيرة ويشهد الله انه قاتل الارهاب اكثر مما قاتله اي سياسي في العراق الا انه لم يسمح لنا في الدخول للمنطقة الغبراء تلك المنطقة التي عقدت فيها صفقات الفساد وصفقات بيع وشراء الشعب العراقي المسكين والمغلوب على امره وطالما حذرت في مقالاتي بأن الشعب العراقي شعب لايسكت على الباطل طال الزمن ام قصر وفي لحظة واحده وبقدرة قادر وبفعل الشباب العراقي الكادح ليل نهار للحصول على رزقه من اجل ان يؤمن لقمة العيش لعوائلهم بغض النظر عن انتماءاتهم ومسمياتهم فتحوا حصون تلك المنطقة رغم حواجز الموت الكونكريتية وبتهايل وترحيب ابناء القوات الامنية البطلة حماة الشعب قبل ان يكونوا حماة الطغاة نريدها ثورة لاصلاح الواقع العراقي ثورة لانصاف المظلومين والكادحين والفقراء وان تكون ثورة لكل ابناء الوطن وان تنتهي المحاصصة المقيتة وان يكون التكنوقراط وللمبدعين والمتميزين في اختصاصاتهم كلمة في خدمة الوطن والمواطن لقد بلغ السيل الزبى في هذا الشعب المنهوب فالاف الفقراء يفترشون الطرقات لا يجدون عملا ينجيهم مما هم فيه والبطالة التي دمرت البلاد والعباد ومئات الاف فرص العمل من الايادي الاجنبية وصفقات الفساد المشبوهة ونهب خيرات الشعب العراقي واصلاح ملفي الصناعة والزراعة كلها ملفات تنتظر الحل والاصلاح وما دفعني لكتابة مقالي هذا ما شاهدته من صور للباعة المتجولين في اروقة مجلس النواب وهم يبيعون بطاقات تعبئة الهاتف الجوال والكعك العراقي والازبري العراقي المصنوع في البيوتات العراقية والسكائر يبقى البرلمان برلمان الشعب وتبقى ممتلكاته ممتلكات لهؤلاء الفقراء والمساكين وان يتعظ الطغاة والحكام وغيرهم انهم راحلون كما رحل الذين من قبلهم والشعب هو من سيبقى .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *