استخدام الشعوب واشتدراج العامة لتحقيق مكاسب سياسية يُعرف بالشعبوية او populisim. وهذا المنهج بدأ العمل به في فرنسا في مطلع القرن التاسع عشر وبالتحديد في فترة الثورة الفرنسية التي قامت ضد النظام الملكي الفرنسي.
تعتبر الشعبوية من المبادئ السياسية الاكثر ضررا على الشعوب لعدة اسباب. اهم هذه الاسباب هي تجويع الشعوب لاستغلال اصواتها من اجل مكاسب ومطامح سياسية وسلطوية ومالية.
ولهذا استخدمت السياسات والحكومات الديمقراطية ديمقراطيتها من اجل تطبيق منهج الشعبوية الذي يقوم اساسا على فكرتين أساسيين وهما التجويع والتجهيل.
في ايامنا هذه، يعتبر الحزب الجمهوري الامريكي رائدا للحركة الشعبوية واخص ايام الرئيس الامريكي الأسبق دونالد ترامب الذي استخدم ثرواته لكسب سذاجة اقلية الشعب لتجويع وتجهيل غالبية الشعب، ولهذا يواجه ترامب هذه الأيام مواقف صعبة خلال محاكماته التي تعاقبه على تطبيق هذا المنهج الخطير وهو الشعبوية.
في العراق، الامر لا يختلف كثيرا. فبعد ان رأت السياسة الامريكية التي تقود العراق ان الديمقراطية في العراق قد فشلت ارادت تطبيق منهج الشعوبية في العراق. وللاسف يتم تطبيق منهج الشعبوية في العراق بغطاء ديني من اجل ضرب الدين الإسلامي من جهة، وتحقيق مكاسب مالية من خلال السيطرة على ثروات العراق من جهة اخرى.
فقام الغرب بتجهيل المجتمع العراقي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص الاعلام الغربي بشكل عام والذي يقوم بدعم اي حراك شعبوي سواء كان مسيسا او غير مستقلا.
مظاهرات تشرين التي راح ضحيتها مئات من الشباب العراقي مثالا. والتي تم تسليط الضوء عليها وتسويقها كثورة اصلاحية. وكنتيجة لتلك الثورة المزيفة تم اغلاق المدارس والجامعات العراقية لمدة عامين. وتم تجهيل الجيل وتأخيره لعامين كاملين.
وفي نهاية تلك الاحتجاجات لم تتحقق المطالب الشعبوية التي قامت من أجلها تلك الثورة، انما تم استبدال رئيس وزراء قريب المنهج من الحركات الاسلامية برئيس وزراء ليبرالي المنهج ومخابراتي العمل وهز الذي كان رئيساً لجهاز المخابرات العراقي.
وبما الشعب العراقي يتصف بالسمة الاجتماعية والعلاقات والاواصر العائلية القوية التي تمكن مشروع العشبوية من النجاح، ارتأى الغرب بالاستمرار بهذا المشروع الأخطر بتأريخ العراق.اليوم يعيش العراق حراكا شعبويا مثيرا للطائفية بين ابناء الصف الواحد وهذا لا يصب بمصلحة الشعب العراقي وانما يؤخر العراق ولا يحقق اية مكاسب شعبية ولا مكاسب لدولة العراق وانما يحقق مكاسب لدول اجنبية لا تريد للامة الاسلامية خيرا.علينا ان نعي خطورة الامر ومكافحة الفساد واهلة، وعلينا دعم ان حراك شعبي يريد الاصلاح بشرط الا يؤخر حركة الحكومة ساعة واحدة واي حراك غير هذا هو حراك فاسد ولا يمثل الشعب وانما يمثل احزاب وعوائل مستفيدة من تعطيل عمل الدولة وتأخير مصالح العامة.