تتوالي الايام وقبه البرلمان العراقي تحتضن بين اركانها انصار (السيد)الذين لبوا النداء واستجابوا لوصايا (السيد) في الابتعاد(عن الدين والدنيا)! اعتصامات وثورة وانتفاضة عاشورائية بأمر من (السيد) لمناصرة المظلوم والقضاء على الظالم..الظالم الذي لف عبائته وحزم امتعته وركض بـ (الروح العزيزة)نحو املاكه في شمال العراق الحبيب،ليعقد جلسة برلمانية طارئة في اربيل ،اذ ان البرلمان الكردي فتح ذراعيه، مبتهجاً بسياسي الدولة الهاربين من دولتهم،فقد حللوا بأربيل اهلا ونزلوا سهلا،فهل هناك فرحة تضاهي فرحتك وانت ترى عدوك وابن كارك هارباً ملتجأ اليك!
ايام نزل فيها مناصري (السيد) بقبة البرلمان،باعة متجولون واطفال، شباب ونساء ،مستهزئين غير مصدقين ، مكتشفين اغلى انواع الكراسي المجهزه بالتبريد الذاتي،متطلعين على ارقى انواع البن والشاي التي يحتسيها اعضاء البرلمان عند اقرراهم الميزانية السنوية ، مندهشين فاغرين افواههم امام تقنية اللمس في حمامات السادة النواب،سارقين (جاكوج) الرئيس لبيعه في اشهر سوق شعبي في مدينة الصدر ! ولكن ما فائدة ماجرى وسيجري،الى متى ، وما هي النتيجة؟ سؤال لا يعلمه سوى الذات الالهية التي ابتلتنا بهذا البلاء.. فماذا بعد؟ حين ينادي (السيد) ويلبي (العبيد)ماذا بعد؟ ماذا بعد ؟ ماذا بعد السيء الا الاسوء؟ ماذا بعد الكاظمي والمالكي والعبادي؟ هل هناك من هو ارجل ؟ هل هناك من يصلح قائداً ؟ نحن لا نرى الا عميل ايراني آخر ،لكن هل هناك وجه جديد ام ان العملاء تشابهت قسماتهم؟ انها نسخ بائسة متكررة لصورة بشعة موحدة.. فحين يبكي العبد لرغبته الجامحة برؤية سيده، وحين يعترف العبد بأن (السيد) امره بالابتعاد عن الدين والدنيا،وحين يقر العبد بأن ما من رسالة فهمها من (السيد )،وحين يأمر (السيد)عباده بالصلاة تاركين خلفهم مزابل وقذارات ، ورغم كل هذا وذاك سيبقى(سيد) فماذا بعد؟ انا لا ارى سوى عبيد منساقين من اعناقهم خلف راعيهم قانعيه بأنه (الراعي الامين )! وحين يهجم الذئب لا نرى للراعي من وجود! انها مهزلة كل القرون،مهزلة سينمائية ترى بالعين المجردة،انه فلم عراقي جديد من بطولة الشعب وسادته، انهم اليوم جميعاً (عبوسي) الذي عاش في كنف استاذه رغم انه متعلم واستاذه (اميّ) ، ذلك صانع الحلاق الذي اقنع استاذه بأنه ضليع باللغة الهندية رافضاً ان يصارحه بأخطائه اللغوية في لغته العربية، وراح الاستاذ يقرأ بفخرٍ كلمات من بلاد الفيل (امتي الفريزه اه ديكي آزكي ،نحباني مع فالصوا)! اليوم سادة الشعب يتوعدون شعبهم (سازو دگم بصوزة جمبلة) والشعب في انتظار تلك (الدگم)!