انتفاضة التيار الصدري التي انطلقت مع غرة شهر محرم الحرام وذكرى ثورة الإمام الحسين(ع) التي كان شعاره وهدفه من ثورته الخالدة هو طلب الإصلاح في امة جده الرسول الأعظم محمد(ص) حيث قال (ع) (ما خرجت أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي) خرج الحسين بعد ان رأى ان الخلافة انحرفت عن الطريق الصحيح طريق الإسلام الحقيقي وبعد أن أصبح الباطل حق والحق لا يعمل به وكثر الفساد وعلا الظلم فكانت ثورته العظيمة التي لازالت تنير الطرق لكل الثوار والمصلحين الباحثين عن الإصلاح وإنقاذ اممهم وشعوبهم من الظلم والجور والطغيان والفساد لهذا استمد التيار الصدري أهداف انتفاضته من شعار وهدف ثورة الإمام الحسين(ع) وتوقيتها في ذكراها الخالدة فهل سيتمكن السيد الصدر وأتباعه ومناصريه من فئات الشعب المختلفة تحقيق أهدافه التي طرحها في أكثر من رسالة وأكثر من تغريدة وفي مقدمتها التغيير الجذري للعملية السياسية التي دمرت العراق وشعبه وسيطرت فيها أحزاب فاسدة وسياسيين فاشلين على مقدرات الشعب والوطن اتخذت من المحاصصة الحزبية والطائفية في تقاسم المناصب والمغانم نهجا لها بعيدا عن الكفاءة والنزاهة والمهنية والوطنية كما أشاعت الفساد وسرقة المال العام وأهملت تقديم ابسط الخدمات للشعب الذي اكتوى بنيران الظلم والجور والفساد والفقر والجوع والقتل والمخدرات والتهجير القسري ؟ وهل ستتمكن الانتفاضة من محاسبة الفاسدين الذين سرقوا أموال العراق ومحاسبة الذين سلموا ثلث مساحة العراق لداعش وما سببته هذه الجريمة من ماسي وكوارث لشعبنا ؟

 

ان الأهداف التي طرحها السيد الصدر في انتفاضته عديدة إضافة الى ما ذكرتها أعلاه فقد أكد على ضرورة تعديل الدستور خصوصا المادة التي تتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية والمادة التي تستطيع ثلاث محافظات الاعتراض على أي تعديل دستوري وهذه المادة وضعت لخدمة الأحزاب الكردية حصرا فمن غير المعقول وقوف ثلاثة محافظات ضد إرادة شعب وما يتعلق بالمحكمة الاتحادية العليا وممثليها وصلاحياتها كما طرح السيد الصدر إبعاد الدولة العميقة وفصائلها المسلحة عن مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وتنقية الحشد الشعبي من الفصائل الموالية لإيران والتي لا تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة وتنقيته من الفاسدين وإبعاد العراق عن تدخلات الدول الإقليمية في إشارة واضحة الى إيران وتركيا وغيرهما وتقديم قتلة الشعب للعدالة وتحقيق العدل والمساواة وتقديم الخدمات للشعب العراقي , فهل سيستمر التيار في انتفاضته ولن يتأثر بالدعوات للحوار مع الفاشلين والفاسدين لأنهم لا عهد لهم وإذا ركن لهذا الأمر فمعناه سقوطه السقوط المدوي في نظر أنصاره ومؤيديه وفشل مشروعه الإصلاحي لذا فان الانتفاضة يجب ان تستمر حتى تحقيق أهدافها وهي في تصاعد وقد فشلت محاولة الإطار التنسيقى التأثير عليها بتظاهرة مضادة لن تستمر إلا ساعات ولم يستطع الإطار تحشيد إلا المئات من أنصاره في هذه التظاهرة التي كانت أهدافها إفشال انتفاضة الشعب فالطريق سالكه أمام السيد الصدر ومناصريه من كل فئات الشعب وفي مقدمتهم رجال الدين والسياسيين المستقلين والمثقفين والعشائر العراقية الأصيلة وطبقات الشعب المسحوقة والمحرومة وهذه الفرصة ان ضاعت فسيضيع العراق وعلى السيد الصدر عدم الاستجابة لدعوات التفاوض والصلح قبل الموافقة على شروطه لأن ذلك سيعيد العملية السياسية الى سابق عهدها وتعيد الفاشلين والفاسدين ليتصدروا المشهد السياسي من جديد وسيضيع أمل العراقيين في الخلاص من العملية السياسية الكسيحة ومن الأحزاب والسياسيين الذين دمروا العراق وشعبه طلية تسعة عشرعاماً كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *