عشنا ونعيش أزمات مجتمعية مرهونة
بتدهوات سياسية ، تصفع نفوسنا بسيل من الصدمات والانكسارات ، نخاتلها بشتى بالطابق السلوكيات لنبقى على حافة التوازن النفسي ، يعرفها المهتمون بعلم النفس على انها ميكنزمات الدفاع عن النفس ، وهي اليات دفاعية نفسية لا إرادية يتخذها الفرد لمواجهة الواقع ومكابداته او تقلباته ، وقد يتنبه البعض لسلوكيات تخرج منه تتنافى مع قيميه ومبادئه فيعود الى رشده متجاوزا هذه الهفوات وسوء التقدير وهو بذلك يجنح الى تغليب العقل الراسخ في تربية النفس وابعاد شبع التهور والازدواج !! لكن الملفت هو ذلك التعطيل المتعمد لشجاعة المراجعة النفسية لمغالطاتنا وأوهامنا التي غالبا ما تعلن عن نفسها في حالات الصراع او إثبات النجاح والتفوق !! نعم انها مصيبتنا ,,, ذلك التوق ان نكون بلا خطاء او خطيئة !! رسل الله والملائكة المنزلين !! نسترجع تاريخ الاخرين بمزاجنا ورغباتنا الدفينة ونختار له الوصمات محررين أنفسنا من كل الآثام والخطايا ، تخالطني الدهشة وانا استمع لمثقفين او اكادميين يستعيدون شريطا من احداث حياة أقرانهم ، متنمرين يصطادون لحظات عابرة ليبرهنوا انهم بلا قيمة او بلا إنجاز !! يفتشون عن قرائن ليست واقعية ليعلنوا عن وصمة ابدية لرفاق دروبهم !! اعرف الكثير من يفتش عن دلائل تلاحق الناجحين او المحبين او الوطنين للإدانة وتصفير منجزهم او ربطه بغاية فردية او مكسب مادي !! اتذكر دراسة جميلة في كتاب تأملات في الانسان للكاتب رجاء النقاش الذي وصف هذه الحالة بتهديم التماثيل الجميلة ، نعم انها رغبة ازالة اي مبرر اخلاق او دافع وطني وانساني لان ذلك سيؤذي صاحبنا المنتقد وسيضعه في خانة الخاسر ، متحدثا مع نفسه كلهم خاسرون ،، كلهم بلا مبادئ او قيم !! تعود صاحبنا المندفع نحو تاثيم الاخرين ان يصنع دلائل تتماهى مع رغبة الناس في تعميم الجرم والانتكاسة ، نعم اعرف كثيرين يلتقطون موقفا بسيطا ليصنعوا حكما قاطعا على أشخاص لهم براهين التفوق والانحياز لقيم الحق والوطنية ، انهم يسكنون حقولا من الشكوك جعلت منهم كارهين لوجود فكرة النجاح والرفعة وشيء من المثالية التي قد يتمناها الكثيرون لكنها صعبة المنال ، اذ ان اغلب البشر يتوقون بشكل فطري ان يكونوا ابطالا ومثاليين ، ولانهم خسروا رهانهم في هذه الحياة ، فما من وسيلة الا اشراك الكل في الهزيمة امام حلم الفضيلة !!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *