تناقلت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية تغريدة السيد الصدر يوم 20 آب التي دعا فيها الفرقاء السياسيين الى حوار(مناظرة) علنية بمزيد من التحليل والنقاشات سواء في نشرات الأخبار أو في البرامج السياسية التي استضافت العديد من السياسيين والمحللين لتسليط الضوء على هذه الدعوة وموقف الإطار التنسيقي منها والمشكلة ان اغلب السياسيين لم يستوعبوا دعوة الصدر ولم يفهموا معناها جيداً مع العلم ان تغريدته واضحة حيث قال ما نصه في الجزء المهم منها ( أيها الشعب العراقي الحبيب نود إعلامكم بأننا قدمنا مقترح للأمم المتحدة لجلسة حوار بل(مناظرة) علنية وببث مباشر مع الفرقاء السياسيين أجمع فلم نرد تجاوباً ملموساً منهم وكان الجواب عن طريق الوسيط جواباً لا يغني ولا يسمن من جوع ولم يتضمن جوابهم شيئاً عن الإصلاح وعن مطالب الثوار ولا ما يعانيه الشعب …)
دعوة للحوار
فدعوة الصدر هي للحوار لان كلمة المناظرة جاءت بعد الحوار وبين قوسين إذن أصل الدعوة حوار والدليل قوله مع الفرقاء السياسيين اجمع وعلى ان يكون الحوار علنياً وببث مباشر فالمناظرة لا يمكن ان تجمع جميع الفرقاء السياسيين وما أكثرهم في العراق هذا أولاً ثم ان المناظرة لها شروطها ومن أهم هذه الشروط ان تجري بين شخصين أو طرفين والشرط الثاني وجود من يدير المناظرة وهو شخص يجب ان يلم بالعيد من الأمور التي تخص المتناظرين كأفكارهم السياسية وتوجهاتهم وبرامجهم السياسية وحتى مستواهم الثقافي وأمور أخرى ويجب ان تعقب المناظرة الأولى مناظرة ثانية وثالثة لتغطي موقف المتناظرين ورؤاهم بينما دعوة السيد الصدر لحوار شامل مفتوح وعلني وببث مباشر ومع جميع الفرقاء السياسيين أي جميع الأحزاب والكتل السياسية المؤيدة لمشروعه السياسي والمعارضة له وحتى المحايدة وهذا الحوار بالتأكيد سيتطرق الى جملة قضايا مهمة سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية وقضايا الفساد والسرقات الكبرى لأموال الشعب وثروات الوطن وسوء الخدمات والفقر والجوع والمخدرات والسلاح الخارج عن سيطرة الدول ووضع الفصائل المسلحة التي لا تأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة بل ترتبط عقائديا مع دول الجوار ومصادر تمويل الأحزاب والكتل وعلاقة بعض الأطراف السياسية بدول إقليمية ودور القضاء والضغوط التي يتعرض لها من بعض الأحزاب والكتل وغيرها من القضايا , والذي كان واضحا من تغريدة السيد الصدر ان الإطار التنسيقي بالذات لم يوافق على المقترح وكما جاء في تغريدته والعجيب ان بعض السياسيين قد تصرفوا بشكل شخصي وأجابوا السيد الصدر بموافقتهم على المناظرة كما في تغريدة النائب حنان الفتلاوي التي انبرت لوحدها في جاهزيتها للحوار والمناظرة بغض النظر عن موقف كتلتها واشترطت شرطاً فمن يريد الحوار لا يشترط ثم من يضمن لك شروطك وإذا كنت ترغبين بالمشاركة فعليك تحمل تبعات ذلك لا ان تفرضي شروط مسبقة ثم ماذا تفهمه النائب من قضايا الأمن والأمور العسكرية والاقتصادية والصفقات السياسة وغيرها من الملفات الكبيرة والعديدة المعقدة والشائكة بين الفرقاء السياسيين؟ ثم هل حصلت النائب على موافقة كتلتها للمشاركة في الحوار وهذا هو المهم؟
موقف الكتل
ان عدم فهم المقصود من دعوة السيد الصدر جعل بعض السياسيين يتخبطون في أحاديثهم ومناقشاهم لموضوع الحوار الشامل ودون الرجوع الى موقف كتلهم وكلا يجتهد حسب وجهة نظره فالاجتهادات الشخصية لا تقدم حلولاً بل تعقد الأمور وتغريدة السيد الصدر واضحة وضوح الشمس لا حوارات سرية بل حوار شامل وعلني وببث مباشر لكي يطلع الشعب على خفايا العملية السياسية التي دمرت العراق وشعبه منذ عام 2003 والى أيامنا هذه وعلى الجرائم الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب العراقي كالقتل والاغتيالات والاعتقالات والمخبر السري والأحكام الجائرة والتعذيب في السجون وانتزاع الإفادات تحت التعذيب والتهجير القسري والاستيلاء على أملاك الدولة وأملاك المواطنين ومن يقف وراء كل هذه الأمور وعن حجم السرقات لأموال الشعب والدولة من قبل اغلب السياسيين وعوائلهم وعن الاستيلاء على عقاراتها وتوزيعها بين السياسيين وحجم الفساد المستشري وأسبابه وسيفتح الحوار أبواب كانت مغلقة وأمور مخفية عديدة لهذا فاغلب الفرقاء السياسيين وخصوصا الإطار التنسيقي لم يستجيبوا لهذه الدعوة آبداً لأنها تكلفهم سلطاتهم ونفوذهم ومناصبهم ومنافعهم ومكانتهم .