كتب الأديب اليمني محمد مصطفى العمراني عن قرية كانت تعاني من شُحِّ المياه فاضطرأهلها لنقل الماء على حميرمن عين بعيد والطريق إليه كانت شاقة يضطرفيها الناس لأجتياز ممرات ومنعطفات خطيرة بجانب وادٍ سحيق كانت تتسبب بوفاة عدد من رجالهم ونسائهم نتيجة سقوطهم بهذا الوادي الخطير، وبعد عقود من الزمن كان وجهاء القرية يجتمعون في منزل أحدهم يناقشون هذاالأمرالكبير وقد سألهم أحد الحاضرين : لماذا لا تسلكون طريقاً آخَر أكثر أمناً للوصول إلى العين؟ وفوجئ بأجابة مُفزِعة بعدما قالوا له نحن نمشي وراء الحمير وهي من تسلك بنا الطريق،لاشك أن سيكولوجية الجماهيرفي بعض البلدان على نفس المستوى من هذا الأنحطاط العقلاني وحينذاك لايكون غريباً أن تتلاشى الشخصية الواعية وتهيمن اللاواعية ويتوجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والميل لتحويل الأفكارالمُحرض عليها الى فعل وممارسة وحينها لايعود الفرد هو نفسه وأنما يصبح أنسانا آلياً ماعادت أرادته بقادرة أن تقوده الى حيث المعرفة والنور وماأصاب أبناء القرية أن حميرها كانت تفكر فأصبحت خطراً على نفسها وعلى الآخرين ،أن الحرية المتاحة لنا لا أن نختار نوع المرق الذي نطبخه بل الذي سُنطبخ فيه ، وأن مثلنا اليوم كالذي كان منهمكاً في تحرير خطاب فسأله أبنه لمن تكتب هذا الخطاب ؟ فأجابه الوالد أنني أكتب لعمك ، لكنك لاتعرف الكتابة ياأبي؟ فأجاب الوالد وعمك أيضاً لايعرف القرآءة .القضية ياأخوان أن الألم أصبح كامل الدسم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *