مخطئ من يقول إن المظاهرات التي تجمع لها المئات من التشرينين، في ساحة النسور، يوم الجمعة 2 أيلول 2022 أنها عودة لثورة تشرين التي انطلقت في الأول من تشرين أول عام 2019 أو من يتصور أن هذا التجمع الكبير احتفال بمناسبة ذكرى الثورة.

ثورة تشرين لم ولن تنتهي بعد وما حدث يوم الجمعة في ساحة النسور هو إعلان تواصلها وان ثوارها أكثر عزماً واصراراً على التغيير من أي وقت مضى.

لأسباب موضوعية، يعرفها الجميع، ان انسحاب ثوار تشرين من ساحات الاعتصام بمقدمتها ساحة التحرير والحبوبي، لا يعني انتهاء الثورة أو فشلها، وبالرغم من تفرق التشرينين إلى فرق وأحزاب، منهم من دخل العملية السياسية وشارك في انتخاباتها ومنهم من رفض المشاركة في الانتخابات ومتمسك بمطالب تشرين في التغيير الشامل للعملية السياسية المبنية على المحاصصة الطائفية الراعي الرسمي للفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة كافة.

ثورة تشرين لم تتوقف او تنحسر في ساحة التظاهر والاعتصامات بل تحولت الى ثورة اجتماعية تبناها الشعب العراقي وايد الرافضين والداعين الى عدم المشاركة في انتخابات تشرين الاول عام 2021 مؤكدين أن نتائجها لن تصنع التغيير الشامل بل ستسبب انسداد سياسي يحجر العملية السياسية.

واكد الشعب العراقي المؤيد لثورة تشرين بأنهم الكتلة الشعبية الاكبر، وان عدم مشاركتهم في الانتخابات لتفويت الفرصة على الأحزاب التي فصلت عملية الانتخابات من تشريع القانون إلى إدارة مفوضية الانتخابات، لمصادرة أصوات الناخبين لصالحهم ولم يحصل ولم يتحقق التغيير الشامل للعملية السياسية.

الان وبعد ان برهنت نتائج الانتخابات وما أنتجت من أحداث، أصبح على التشرينين تجديد اعلانهم بالاستعداد من اجل تحقيق مطالب الثورة وعلى الشعب أن يجدد العهد في مؤازرة ومساندة التشرينين في المشاركة الواسعة في المظاهرة المقبلة التي حدد يوم الاول من تشرين الأول 2022 موعدا لها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *