ما الذي يمكن ان تقوله عن ابداع نخلة عراقية بشموخ تجربة عميقة انتجتها مكابدات و ظروف وطن انتهكت حرماته مخالب الطمع والجشع والفساد , وعلى أي منهج يمكنك قراءة بعض ما أثمرته تجربة اكثر من نصف قرن من الكد والمعرفة والموقف الراسخ في التصدي لظلام أنشب سواده على ربوع وطن عريق , فيه من الابناء البررة ما يفخر به كل انسان منغرس في ارضه ذائداً عن حياضها , مؤرخاً لكبواتها وخساراتها وانتصاراتها وصلابة تحدياتها , وليس غريباً عن الشاعرة د0 بشرى البستاني كل هذا الفيض من النصوص المعبرة عن جوهر العراقي الأصيل , فالبستاني منذ أن رأت عيونها النور على أديم مدينة الرماح العالية / الموصل الحدباء وهي تتنفس مفردات التاريخ المجيد لهذه الحاضرة التي صاغت جزءاً من تاريخنا المعاصر في مواجهات الاعداء وافشلت هبوب رياحهم النتنة …………

ولسنا هنا في معرض تقويم تجربة البستاني الابداعية , وانما توجب علينا الاشارة الى ما أنجزته خلال هذه العقود المديدة الحافلة بالعطاء والفعل الايجابي الخلاق عبر الاسهام الفاعل في المشهد الثقافي العراقي المزدهر خاصة في عصره الذهبي المجيد , وهي منذ اصدارها ــ ما بعد الحزن ــ عام 1973 ، والى يومنا الراهن هذا وهي لا تكف عن جلد الفاسدين والطغاة ولا أظن ان احداً من المهتمين لم يقرأ اندلسيات لجروح العراق الذي اصدرته 2010 والتي اوجزت فيه معاناة العراقيين وصبرهم على ما فعله مغول العصر وتدمير لحضارة وادي الرافدين عن تخطيط مسبق و مدروس , وما دفعني لكتابة هذه السطور الحرص على الأشارة الى جهد هذه المبدعة الكبيرة وإلفات نظر القراء الى ما حققته من حضور غاية في الجمال والموقف الاخلاقي المنسجم مع حجم التضحيات العراقية على امتداد تأريخنا الملتبس ……..

ان بشرى البستاني بحق مفخرة لكل المبدعين , فهي من القلة القليلة التي لم تلوثها اغراءات الاجنبي الطامع ولم تدنس حروفها الناصعة لوثة ضعف أو خور و عقوق , فهي نعم المبدعة العراقية التي شرفتنا بمواقفها و صواب رؤيتها ونصاعة تجربتها … معذرة ايها البستاني الرائعة وبورك الثدي الطاهر الذي ارضعك لبن الوفاء و المحبة والكرامة … و شكراً لك على ما بذلت وما اعطيتِ .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *