كأيقونةٍ لانفلاتِ البحرِ.،
تبدو حبيبتي..
هكذا -بشكلٍ مؤقَّتٍ- أصفُها
ثمَّ أمحو ما كتبتُ
فقط..؛
لأنَّ البحرَ لا ينفلتُ
وأراها تصلحُ أن تكونَ تميمةً لاختزالِ الوجعِ
قالَ لي رجلٌ جاوزَ فكرةَ أن يُحصيَ عمرَهُ:
“الوجعُ حتميَّةٌ فلسفيةٌ!”
وزمَّ شفتيهِ..
ومضى..
دونَ أدنى مجازٍ يُذكَرُ
ولا أعرفُ ما الذي دفعني إلى الاعتقادِ.،
بأنَّ الحقيقةَ والمجازَ في جملتِهِ يتساويانِ
ثمَّ هاءَت لي حبيبتي -مرةً ثانيةً-
كأيقونةٍ لانفلاتِ البحرِ.؛
ذلكَ أنَّني أشتهي أن أُقَبِّلَها
وأُخفقُ
-كالعادةِ-
كيفَ صارَ الوطنُ أضيقَ من مساحةِ قُبلَةٍ؟!
وكيفَ صارت حبيبتي كالمدى؟!
ثمَّ أسقطُ في فجوةٍ من الإجاباتِ غير المقنعةِ
مثلاً..
وقعتُ اليومَ في محنةٍ كبرى
لقد نظرَت لي امرأةٌ وأنا أهبطُ سُلَّمَ الترامِ
بينما كانت تصعدُ
وكأنَّ حبيبتي تجلسُ على كتفيّ تراقبني
وتسألُني في صرامةٍ:
“متى ستجتاحُ تفاصيلي؟”
وحبيبتي..
مثلَ موجِ البحرِ تسحبني ببطءٍ
كمحارةٍ تُخبِّئُ ثورتَها
تنتظرُ البحرَ أن ينفلتَ إلى الطرقاتِ
رُبَّما أستطيعُ أن أُقَبِّلَها
إذا غمرَتنا موجةٌ
أثناءَ هروبِ العيونِ التي تحاصرُنا من كلِّ اتِّجاهٍ
ثمَّ أسألُ نفسي كشاعرٍ لا يصبرُ على قصيدتِهِ:
“كيفَ للبحرِ أن ينفلِت؟!”

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *