كان العراق وما يزال بلد الحضارات والفنون منذ فجر التاريخ ، ففي فن الغناء والانشاد، تميز العراقيون بهذا الفن فصنعوا الآلات الموسيقية بأنواعها الوترية والهوائية ، والقيثارة السومرية و ابدع رجاله ونسائه في فن الغناء والتلحين فكان فيه نجوم لامعة احتلت مكانا رائعا في عالم الفن ، وفي ساحات الفنون الجميلة الأخرى.

ولم يقتصر الفن على الغناء فقط فقد كان للرسم بصمة واضحة ورائعة لرواد لمعت اسمائهم نجوما في وسع السماء مثل فائق حسن ،ليلي العطار ، خالد الرحال وعلاء بشير وغيرهم …

والنحاتون المشاهير اصحاب الجداريات الخالدة والتمائيل والنصب الرائعة التي تحتل ساحات بغداد والمحافظات، كجدارية الفنان الخالد جواد سليم ، ( ملحمة الثورة) والتي اصبحت رمزا لمدينة بغداد ونصب الجندي المجهول ونصب الشهيد هي روائع خالدة تشهد للفن العراقي بالعظمة.

اما الفن المسرحي فله اعلامه العظام من مخرجين وممثلين ومؤلفين ، ك حقي الشبلي ، ابراهيم جلال، وهاني هاني ،وسامي عبد الحميد ويوسف العاني ، حيث كان العراق منذ الخمسينات وما بعدها يزخر بفن التثميل والغناء والموسيقى والرسم والنحت، ويؤيد هذا انتشار المسارح في بغداد والمحافظات .

اما بعد سقوط النظام وبدء عهد الاحتلال هُجِرَ الفنانون والممثلون والمطربون ولجأوا الى دول اخرى طلبا للامان حيث نشط البعض منهم هناك لممارسة اعمالهم الفنية في مجال تمثيل واخراج المسلسلات التلفزيونية بعيدا عن بلادهم فاندثر العصر الذهبي للفنون الجميلة في العراق ، ودخل الوطن في سبات الأضمحلال الفني وترديه من جميع الجهات.

فن يرثى له..اصوات وكلمات يندى لها الجبين..زوبعة من التخلف الثقافي والحضاري تكتسح الساحات ..وبطلها المشهود هو المال فقط..والذي طغى وغطى على جودة ونوعية الاعمال الفنية الرصينة اين انت يا عراق الحضارة والفن ، اين ماضيك التليد ؟ فهل سيعود لعراقنا فنونه الجميلة كما كان ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *