في مباراة العراق وعمان قادني الظرف وساقتني الصدفة فوجدت نفسي بكازينو شعبي يمكن تصنيف روادها الى ثلاث اجيال : جيل خمسيني فما فوق : كانوا يلعبون الدومنا والورق لايعبأون بالمباراة ولا غيرها .. وجيل اخر عشريني فما فوق كلهم تقريبا منهمكين بالاركيلة والنقاش الانفعالي اكثر من شيء آخر .. فيما البقية اكثرهم صبية وبعضهم دون الخامسة عشر كانوا يتابعون بشغف وانفعال ينتابه التوتر والخروج عن المنطق المجتمعي فبعضهم يسب ويشتم بعضهم بعض بمفردات بذيئة قاسية جارحة مؤلمة … مع انهم يتبادلونها كمزاح معتاد لا يشكل ادنى حرج لهم .. كما ان اغلب الفاظهم لا تنتمي الى التاريخ العربي والاسلامي اطلاقا .. بصورة مبكية دالة الى ما نحن به من كارثة تربوية لاجيال لا يعرف من يقودها ويسوسها وكيف يراد لها ..