عرف من بين ابرز القراء المجودين العراقيين ، الذين عرفوا بجمالية الصوت القرآني المهيب والاداء وحسن الاتقان وقابلية في فهم احكام تلاوة وتجويد القران الكريم ، وتمييزه في القراءة البغدادية المعروفة ، المشهورة في انحاء العالم الاسلامي ، وفي قراءة المدائح النبوية والاذكار والقصائد الحسينية ، انه القارئ الحافظ الملا علي حسن داود العامري ( 1933- 2013) شيخ القراء ، خطيب جامع سراج الدين في محلة الصدرية في بغداد، كان خبيرا في المقام العراقي وعارفا بالتراث البغدادي وذاع صيته في الاوساط البغدادية والمدن العراقية في الخمسينات من القرن الماضي، عندما عمل ضمن بطانة القارئ الحافظ عبد الستار الطيار (رحمه الله ) من خلال اقامة مجالس المناقب النبوية والاذكار في المناسبات الدينية والاعياد وكذلك مجالس العزاء العامة والخاصة.
اليوم نستذكر الراحل الملا علي ( ابو تحسين )، البغدادي الطيب، حيث اعتدنا ان نسمع صوته القرآني الشجي وهو يقرا القرآن الكريم والاذكار في المناسبات الدينية ..
كنا نلتقي الملا (ابو تحسين) في مقهى الشابندر الشهير في شارع المتنبي، حيث كان (رحمه الله) يجد في اجواء هذا المقهى التراثي العريق، الراحة النفسية والملاذ البغدادي الذي ينفس من خلاله عن همومه ومعاناته الصحية التي كان يعاني منها آنذاك ، وهو جالس بجانب صديقه الحميم الحاج محمد الخشالي صاحب المقهى ، يستذكر معه احداث وشخصيات ايام الماضي الجميل .. من جانبنا كنا نجلس في خانة التخوت القريبة من جلوسهما ونسمع احاديثهما الشيقة المعبرة عن حياة الناس ايام زمان ، حيث الحكايات والقصص المعبرة عن الصدق والنزاهة والوفاء ، التي كانت خير مادة صحفية نكتبها في صفحة الذاكرة العراقية.
اضافة الى ذلك ، فان كاتب هذه السطور كان يزور الملا علي في داره في محلة فضوة عرب في منطقة باب الشيخ ، يجلس معه ويتبادل معه اطراف الحديث ويسمع منه مواضيع شتى ، منها موضوع القراءات السبع في تلاوة وتجويد القران الكريم . وكذلك مواضيع تخص التراث الشعبي والمقام العراقي.
سيبقى القارئ الحافظ الملا علي حسن داود ، خالدا في الذاكرة العراقية ، وستذكره الاجيال وخاصة البغاددة ، وتترحم له لما قدمه من اعمال جليلة في خدمة القرآن الكريم ، فقد ترك بعد رحيله ارثا ثمينا من اشرطة وتسجيلات صوتية في تلاوة الفران الكريم وقراءة الاذكار والمدائح النبوية والقصائد الحسينية.