الضعف والانكسار كلمتان خارجتان عن قاموس امي وابي هذه المراة وهذا الرجل السمراوان ذو الملامح الريفية العراقية العربية الأصيلة ، الوالد فاره الطول صارم الملامح اسمر الملامح والوالدة متوسطة الطول بالعراقي نقول مربوعة سمراء الملامح وهي ابنة عم الوالد لم اراهم يوما اشتكوا من شيء .. ولا اعرف لون دموعهم ،فقط اعرف مساحة قوتهم وقدرتهم على التحمل …التي مكنتهم من تحمل كل اعباء الحياة …و من تربية ستة ذكور وبنتين …
امي رايتها جبلا صلبا وانا طفل وأنا شاب وانا طالب وانا في مواقع المسؤولية ..
بل اكثر صلابة من كل الرجال …قبل وبعد موت ابي ذاك الرجل السبعيني الاسمر الريفي … لم أحضر وفاة أبي ولم أحضر فاتحته بسبب الحرب العراقية الإيرانية
كان رجلا بسيطا متواضعا نادرا ما يتكلم لا يجيد القراءة والكتابة حاله كحال ابناء جلدته ومن عمره انا واخواتي وصلنا إلى مراتب متقدمة في الدراسة والوظيفة وكان رحمه الله لا يعرف اين نحن من منا أصبح ضابطا ومن منا يهتم بالبساتين والزراعة
توفاه الله عام ١٩٨٦ وبقيت امي صلبة شامخة قوية كعادتها إلى أن جاء الامريكان ليحتلوا العراق بمعاونة الخونة والذيول واحفاد العلقمي وبعد ان احتجزني الامريكان توفاها الله حزنا والما على ابنها وكذلك لم أحضر وفاتها وفاتحتها .. هكذا هي الحياة وهكذا هي الأقدار.. رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون ..