جميع الامثال موجودة نفسها بالعالم مع اختلاف اللغة وربما المفردات …

يقال بان هذا المثل بلغته وكلماته هذه ، قد ولد في الجزيرة العربية ، فهل اتعظ من شاء الحظ بان يملك صمام نفط الجزيرة العربية بذلك ؟

واذا كانت الامثال ، هي نفسها مشتركة بين الشعوب مع اختلاف اللغة وربما المفردات بدون التأثير على المعنى ، فقد وجدت هذا المثل موجود في الحياة الامريكية :
” قطع الاعناق .. ولا قطع الارزاق ” .

وهذا ما فسرته أمريكا من قرار الامير السعودي بخطوته الاخيرة قبل يومين .

منذ تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932 ، ومنذ اكتشاف اول بئر نفط في ظهران السعودية عام 1938 ، وتحت اسم بئر الخير ، وكانت فعلا التسمية صحيحة ، حيث عم الخير على ابناء السعودية ، ليتحول التنقل من على ظهور الجمال الى ركوب أحدث السيارات المتوفرة في العالم ، ومن سكن خيم الوبر ، الى السكن بارقى الدور والفلل ، ومنذ ذلك العهد ، فان ملوك وحكام السعودية ، قد حافظوا ويحافظون على علاقة متميزة مع رؤساء وسياسي أمريكا وبدون الدخول في سياسة ومعمعة احد الحزبين ان كان جمهوري او ديمقراطي ، وتعززت هذه العلاقة من خلال زيارة الرئيس فرانكلين روزفلت الى المملكة العربية السعودية لمقابلة الملك عبدالعزيز بن سعود ، مؤسس اللملكة ، ومباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .

والتصاق المملكة العربية السعودية بدول الغرب وعلى رأسها أمريكا ، هو نفس الانطباع المعروف ، في الابتعاد عن دول الالحاد المتمثلة وحسب تصورهم في الاتحاد السوفياتي ودول المعسكر الاشتراكي .

وهكذا كان تجهيز المملكة مبني على تلك العلاقة ، 75% من مصافي النفط والتكنولوجيا ، ناهيك عن التجهيزات العسكرية يتم استيرادها من أمريكا ، ويتم تدريب ضباط الجيش في المعسكرات والمعاهد الامريكية ، وتعمقت العلاقة لدرجة حضور ضباط مخابرات السعودية اجتماعات المخابرات الامريكية المنوعة وذات السرية والحساسية .

وكان يدرك أغلب حكام السعودية ، بان استمرار وجودهم في الحكم ، هو باسناد ودعم امريكيين ، ولم ينسوا الملازم معمر القذافي الذي سلموه الحكم في ليبيا ، أو العريف عيدي أمين في أوغندا ، أو انقلاب 1963 في العراق ، أو مؤخرا أحداث الربيع العربي في الدول العربية في شمال افريقيا ، هي من عمل او صنع او ايحاء امريكا ، ناهيك عن جميع انقلابات امريكا اللاتينية ، وايران ، والفليبين ، واغتيال زعماءها أو تهجيجهم من مناصبهم ودولهم هو صناعة أمريكية .

وعليه فان أمريكا مرتاحة من الوضع السياسي والعلاقة مع السعودية ، ولا يخطر على بالها بان شاب في الثلاثينات يتخطى نظام الوراثة ويصعد ليصبح الوريث الشرعي للعرش في السعودية ، ويتمرد على أولياء نعمته ، ويهدد بقطع مليوني برميل نفط في اليوم عن أمريكا ويعلن اصطفافه مع الرئيس الروسي في هذا الشأن ، لضرب الاقتصاد الامريكي في ظروف حرجة .

صحيح لا يمكن استعمال ” الدرون ” ضد قادة الدول ، بل ضد قادة الارهاب او ضد من يشكل خطر على الامن الامريكي ، ولكن لم يتم الغاء الانقلابات العسكرية ، بل تم تبديل التكتيك من خلال أساليب أخرى .

وعليه نسى هذا الشاب الغير متمرس باساليب أمريكا ، بان أي ضابط صغير سعودي برتبة ملازم وخريج أمريكا ممكن في احد الايام يعلن ” كش ملك “، ويكون في خبر كان .

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *