قي مثل هذه الايام اتاح لي عملي الصحفي في مصر ان اعبر قناة السويس في حرب اكتوبر تشرين 1973 والمس بنفسي فرحة النصر للجنود المصريين وهم يحطمون خط بارليف يوم 6 اكتوبر/تشرين الاول ويحققون نصرا تاريخيا على اسرائيل.
كنت في ذلك الوقت مديرا لمكتب وكالة الانباء العراقية (واع) في القاهرة وكان من الطبيعي ان أكرس كل جهدي لتغطية ما يمكن تغطيته من أخبار القتال ومن حسن حظي أن السلطات المصرية وافقت أن أكون من بين الذين عبروا قناة السويس في تلك الأيام الخالدة في قارب عسكري بينما كانت الأجواء تعج بالطائرات المقاتلة ذهابا وإيابا في المعركة، وصعدت مع بعض المراسلين الساتر الترابي الكبير الذي صنعه الإسرائيليون بعد احتلال سيناء عام 1967 واستطاع الجنود المصريون إيجاد ثغرات فيه باستخدام المياه ومن ثم الدخول إلى خط بارليف وتدميره.
وفي الضفة الشرقية من قناة السويس دخلت إلى المخابئ الإسرائيلية المحصنة داخل خط بارليف والتقطت للذكرى بعض الأشياء منها خوذة جندي إسرائيلي وعلبة ذخيرة وصحيفة إسرائيلية وتحدثت إلى الجنود المصريين الذين كانت فرحتهم لا توصف بعد انتصارهم على العدو وتحقيق ما كان يعد مستحيلا. وبعد ساعات عدت إلى القاهرة حيث أرسلت تقارير عما شاهدته في ارض المعركة، كما أشرت طبقا لمعلومات من مصادر عراقية في مصر إلى مشاركة الطيارين العراقيين في المعركة وهو دور مشرف سيظل التاريخ يذكره بكل فخر.