كلما تازم الوضع في العراق واصبحنا نتسمر امام شاشات التلفاز ووسائل الاعلام الاخرى المنبثقة من عالم النت كلما تذكرتُ حكاية السمكات الثلاث وكيف ألت اليه امورهن مع صيادي السمك في ذلك الوقت. من لم يعرف حكاية تلك السمكات ساطلعه الان بشيء مختصر جدا عنهن كي يستطيع ان يربط الحدث في الزمن الحاضر والماضي اما المستقبل فلا يعرفه الا الخالق الجبار سبحانه وتعالى.كانت هناك ثلاث سمكات يسبحن في بركة قريبا من ذلك النهر الكبير وكانت احداهن ذكية جدا وتعرف كيف تتعامل مع الحياة وكيف استطاعت ان تنقذ حياتها وروحها حينما سمعت صيادين ثلاثة يتحدثون عن صيد تلك السمكات . السمكة الذكية سارعت الى الهرب صوب النهر الكبير وتمكنت من انقاذ حياتها في لمح البصر في حين قالت السمكة المتوسطة الذكاء ساخدع الصيادين واتظاهر بالموت واطفوا على سطح الماء وعندها سيتركونني لانني غير مفيدة لهم وبالفعل صادها احد الصيادين وحينما وجد انها لاتتحرك ظن انها فارقت الحياة في الماء قبل صيدها وبالتالي فانها غير صالحة للطبخ او الاكل فرماها في النهار الكبير كي تذهب مع النفايات القادمة مع جريان التيار. السمكة الثالثة كانت غبية وتعتقد انها اذكى من الجميع وتستطيع ان تهرب في اللحظة التي يهجم عليها العدو المدجج بالسلاح الفتاك – شبكة الصيد – وبالفعل في اللحظة التي قام بها الصيادون بملاحقتها كانت تقفز من زاوية الى اخرى وتحاول الافلات بعدة طرق الا ان الشبكة كانت لها بالمرصاد وصارت صيدا سهلا بلمح البصر. حكاية السمكات الثلاث قريبة الشبة بين الحاضر والماضي. لو كان صدام – ذكيا – كما يدعي البعض لكان بامكانه ان يهرب بطريقة معينة من ذلك الدمار الهائل الذي لحق به وبشعبه ولأوجد طريقة ما للخلاص من كل صار ويصير الان لوطني الجميل. لو كنت مكانه انا – الفقير جدا – في عالم السياسة والمادة لهربت بعدة طرق معروفة للجميع ولما جعلت بلدي مباحا هكذا لكل من دب وهب. حينما اطالع تاريخ العراق القديم اجد ان العائلة المالكة التي ذبحها عبد الكريم قاسم – بثورته المزعومة- ارتكبت نفس الخطأ القاتل الذي سلكته السمكة الثالثة وتصورت العائلة ان – الثوار – لن يقتلوهم – واكثر شيء سيفعلونه معهم هو الترحيل الى بلد اخر . لو كان الملك قد رسم خطة قوية للدفاع عن القصر وجاء بجيش كبير لحماية القصر في ذلك الزمن لكان الحدث حكاية اخرى. مايحدث الان مع حكومة العراق واقصد من يحكم العراق – يعتقد انه سيظل في منصبه مهما كانت الثورات القائمة في العراق ولن يتمكن احد من الوصول اليه – اعرف ان الزمن سيطول في هذا الوضع ولكن من يدري لعل الثورات الاخرى في البلاد المجاورة ستغير موازين الصراع ويتحول المنتصر الى مهزوم والعكس صحيح وعندها سيكون الوضع يشبه وضع احدى السمكات في حكايتنا الخرافية . الزمن هو الذي سيضع النهاية لحكاية حكومات العراق واتمنى ان ابقى على قيد الحياة لأكتب النهاية لهذه الحكاية – وما ذلك على الله بعزيز.