كل التوقعات تشير الى ان هنالك حدث حقيقي سيضرب العالم في المستقبل القريب، وفقاً لنظرية اعادة ترتيب توازن القوى بين الاقطاب المتصارعة ،وكل المؤشرات تقول انه لن يكون هنالك اي انفراد احادي بالقرار الدولي كالذي كان من قبل زمن كوڤيد ١٩ الذي تسَيّدْ على العالم من قبل قطب واحد ، واستطيع ان اقارن ذلك بتعنت الانظمة الدكتاتورية والشمولية الغير مؤمنة بتعدد الاحزاب ، والتي لا تريد مشاركة احداً غيرها بصنع القرار السياسي،لان الاتجاه اليوم اصبح مع تغيّير بوصلة الاقتصاد من الغرب الى الشرق ، الذي احدث بدوره اختلاف كبير في الوضع الذي كان عليه العالم في السابق، خاصة بعدما اضحى السلاح الجيوسياسي والسيبراني اكثر فتكاً من الحروب العسكرية التقليدية للوصول الى الاهداف بأقل الخسائر بشرية كانت ام مادية.

بعدما كانت القارة العجوز قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ١٩٤٦ تمشي على عكازات تساعدها على الوقوف ، اصبحت اليوم بحاجة لعربة ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب لعنة انابيب نورد ستريم ١ ونورد ستريم ٢ ، التي اصابتها بنقص المناعة المكتسبة من توفر كمية غاز الاوكسجين الذاهب الى رئة الصناعة الاوروبية، ازمة ربما تعيدها الى العصور الجليدية خصوصاً بعد ان بدأت تفكر بالفحم ، كمصدر بديل للطاقة النظيفة، لشتاء لن يكون مألوف بعد ان وصل معدل انخفاض تصدير غاز الدب الروسي الى مستويات قياسية، ودخول تطور نوعي خطير اخر يكمن بتسرب الغاز من الانابيب الذاهبة الى الدنمارك عبر بحر البلطيق ، في ظل شكوك تحوم حول روسيا بهذا الشأن ، فريق يرى ربما يكون هذا التسريب هو رسالة مبطنة ارسلتها موسكو للسويد وفنلندا ، تعتبرها كسياسة التلويح بالعصى الغليضة بعد ان دخلوا على خط الازمة من خلال اعلانهما طلب الانضمام لحلف الناتو.

ما تشهده مناطق النزاع في اوكرانيا ابتداءاً من اقليم دونباس ودوينتسك ولوغانسك وانتهاءا باوديسا وخيرسون هي تطورات خطيرة للغاية ،لن تهدد فقط الامن والسلم المجتمعي هنالك فحسب ، بل ان تداعياتها ستحدث اكبر هجرة ونزوح منذ الحرب العالمية الثانية،خصوصاً بعد التهديد بإستخدام موسكو للسلاح النووي التي هي القوة النووية الأولى في العالم بمخزون يقارب ٤٥٠٠ رأس نووي حسب تقارير من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (SIPRI)، وحسب اعتقادي بأن قيصر روسيا ربما سيكون جاد في هذا الامر اذا ما بقيت اوروبا واميركا ينظرون له بعين الاستخفاف واستبعاد استخدام هذا السلاح واذا حدث ذلك بالفعل فهو يعني تصفير لعداد الحياة البشرية على وجه الكوكب.

انتهى ..

خارج النص / اطلاق روسيا لصاروخ كوسموس -1408 الى الفضاء لتفجير الاقمار الصناعية اثار حفيظة اميركا بشأن عسكرة الفضاء.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *