لقد كان لحضور مندوبي قناة الشرقية في منطقة الاعظمية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف الذي صادف ليلة 8/7 من شهر تشرين الأول الجاري الأثر الكبير في نشر الفرح والسرور على وجوه الناس فقد كان الحضور الجماهيري العظيم في غمرة من البهجة والانشراح عندما وجدوا بينهم قناة كريمة تنقل أفراحهم وأحزانهم بهذا الاندماج والتآلف الرائع بين الجماهير والإعلاميين القائمين على طقوس اللقاء، فما زال الإعلامي ينقل المايكروفون بين أفواه المجتمعين حوله ليعبروا عما في نفوسهم من سعادة واندماج مع قدسية هذه الليلة المباركة، حتى ظهرت للملأ ثلة من المحتاجين المتعففين الذين تحطموا في معركة الحياة ليعلنوا همومهم ومصائبهم وحاجتهم الملحة أمام الكاميرا ، ان اعترافهم ذاك بمأساتهم العميقة ومأساة عوائلهم بهذا الشكل التراجيدي الحزين الذي رأيناه جاء لسببين أساسيين، الأول هو يأسهم في مواصلة مسيرتهم الطبيعية في الحياة وسط هذا الحرمان الكبير الذي سار بهم صوب الضياع والتفكك الأسري المتواصل بعد ان ظلمتهم الحكومات المتعاقبة وسلبت حقوقهم على أثر فساد إداري ومالي لايتوقف نخر خزائن الدولة وحطم آمال وأحلام الشعب نحو التقدم والازدهار. فلو حصلوا على نصف حقوقهم المسلوبة لساهم ذلك في عيشهم بعزٍ وكرامة واكتفاء ، أما السبب الثاني الذي جعل هولاء المحتاجين يرجون مساعدتهم بهذا الشكل الابتهالي المفعم بالرجاء العلني والصريح أمام كاميرا قناة الشرقية المناضلة فيعود الى وثوقهم الكبير بكرم صاحبها الأستاذ سعد البزاز. فلهذا الرجل تأريخ مطرز بالجود والكرم وهبات مالية ومعنوية لاتتوقف أنقذت عوائل كاملة من الفقر المدقع والعوز المذل ورفعتهم فوق درجات السلّم الاجتماعي إلى حدود الاكتفاء والانتعاش أو بين هذا وذاك. في الحقيقة أن التأريخ العميق مليء بهذا النوع من الرجال الكرماء الذين يتألمون لمشاكل مجتمعاتهم ويعملون على مساعدته بقدر المستطاع ونأسف من أعماقنا لعدم تبوء مثل هولاء العادلين المنصفين لشعبهم مناصب القرار السياسي في الدولة لوجدنا الشعب عندئذ يعيش في نعيم المدينة الفاضلة التي دعا اليها الفارابي.. وسلامتكم .