لم يعد لزمن الوطن قيمة ، في اجندة القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، فلا الخلافات ولا التعارضات السياسية ، ولا حتى التناقضات ، تجيز لهؤلاء السياسيين تعطيل الحياة العراقية ، ولا هناك مقبولية البتة أن يبقى الانسان محبوس الانفاس ، خائف من توقيتات هذه الأطراف لتصعيد الصراع ، كل العالم بات يخشى من مردودات الزمن القادم على الحياة المدنية للإنسان فما دام السلاح والتصرفات المنفلتة وردود الأفعال غير المحسوبة هي التي تتحكم بالبلاد ، فأنه لا ضمانات دينية ، ولا قوانين مدنية ، ولا قوات حفظ النظام ، قادرة أن تعطي ولو ليوم واحد ضمان السلامة للمواطنين ، نقول ذلك والحسرة تعصر القلوب ، وليس تشفياً بأحد ، لأننا ندرك لا خلاص من ( 300) حزب وكيان ومنظمة تحكم وتشارك بالحكم وتمارس( الخوشية ) والتخويف والابتزاز ، هذا عدا عن مئات إن لم يكن الاف من أولاد (الملحة) و ( هدله ) الذين يمارسون الرقص بفوهات البنادق ويقتلون أبناء العمومة بسبب ( حمار زل الطريق ووقع في زرع علان).
سنة كاملة وكل شيء متوقف برلمان ضيع المشيتين بين التنسيقي والثلاثي ، والكرد اتفقوا على كل المطالب من بغداد يجب تحقيقها ولاشيء عندهم يمكن تقديمه للدولة الاتحادية ، لانفط ولا موارد حدود ولاضرائب ولا أي شيء ، فيما اختلفوا على رئاسة العراق بين الديمقراطي والاتحادي ، وكأن الزمن سيتوقف إذا تم التجديد للرئيس الكردي برهم صالح .
والشيعة صاروا علّة المشكلة ، صراع واختلافات وتهديد ، ليس من اجل اسعاد المواطنين والارتقاء بالبلاد والاستفادة من النهضة الكونية في الطاقة والعلوم والتربية والصناعات وتوسيع الشوارع وبناء المدن وتسخير كل خزائن الأرض العراقية لمصلحة الارتقاء بالإنسان الى المراتب العليا أو حتى المتوسطة للإنسان ، وإنما انحسر الصراع نحو من الاقدر على فرض الإرادة على الاخر ، وبالنتيجة هم وهم تحديدا لم يخسروا وإنما الخاسر الأوحد هو الانسان وتحديدا الانسان الذي يرفع يديه للسماء علها تستجيب لدعواته للتخلص من هذه البلوة، مثلما رفعها ضد بلاطات الصلاطين وتهدمت على رؤوسهم .
سنة كاملة والزمن العراقي متوقف ، لا مشاريع بناء ، ولا خطط استثمارية مرموقة ، ولا فكرة لوقف هدر التربية والعلوم في المدارس والكليات والجامعات الخاصة ، ولا خطة عمل لعودة العراق مثلما كان خال من المخدرات التي دخلت لكل مكان .
والان الكتلة أو الحزب أو التيار اللذان لا يعملان ، لتنفيذ مشروع قانون الأحزاب ويتم بموجبه ضبط هذا الانفلات في التشكيلات التي لاهم لها سوى الوصول الى مدخرات الدولة وحقوق المواطنين ، يبقى الحديث عن الانتقال من مرحلة فاشلة الى أخرى اكثر نجاعاً هو مجرد هرطقة سياسية، المهم عام مضى من زمن العراق واقطاعيات السياسة في اماكنها .