كان هم الانظمة والحكومات الخليجية وبعض الدول العربية التي تعتاش على الخليج هو ازاحة صدام من الحكم خاصة بعد احداث حرب الخليج الاولى واحتلال الكويت فتعاونت تلك الدول مع الانظمة الغربية من اجل انهاء واسقاط هذا النظام لكن لم يكن بحساباتها ان ادارة الحكم القادم بعد ذلك ستكون لرئيس وزراء من الشيعة
لذا جمعت كل قواها وعملت على ستراتيجية تدمير هذا التحول الجديد خشية من ان يكون الحديقة الخلفية لأيران على غرار لبنان
وهنا استخدمت السلاح الاخطر في المعركة وهو الاعلام،
القوى المعترضة واغلبها الاسلامية ليس لديها تجربة في ادارة دولة تعتمد على خبرات بسيطة مع التقييد الامريكي من قبل المستشارين في بداية سلطة التحالف المدني استمرارا حتى نهاية دورة المالكي الثانية وهذه الاستشارات جزء منها كان لاسقاط منظومة احزاب الاسلام السياسي
وكانت اهم تحدي واجهته منظومة الحكم هي الملف الامني الذي انشغلت به كل الحكومات المتعاقبة لسنوات طويل وسياسة الالهاء مع شراهة السلطة ادت بدورها
الى اهمال اهم ملف وهو الاقتصاد والخدمات مع سيل لعاب الكثير من الحواشي والقيادات الى الاستمرار بالفساد والسرقات بعد حرمان وتعطش للسلطة والاموال،
الضعف الذي اصاب تلك الحركات على المستوى الجماهيري بدا يتصاعد شيئا فشيئا وفقدان واضح وخسارات في اعداد الجماهير التي جزء كبير منها اصابته خيبات خاصة بعد وصول المؤسسة الدينية الاعلى في البلاد ( المرجعية الى هذه النتيجة ) والتي اوصدت الابواب منذ عام ٢٠١٣ ونأت بنفسها عن ما يحدث لكي تبقى الحصن الاخير للمكون الشيعي ..
الانشقاقات بين حركات الاسلام السياسي كانت هي الاخطر على مستقبلها مع التفكير السائد لدى الاغلبية الشيعية بالبديل وبين القبول بتلك الاطراف خشية عودة شبح البعث او مشتقاته والهيمنة على الحكم وبالتالي العودة الى العهود السابقة وهنا كان التفكير السائد هو التوقف عند هذه المسالة !
السمة الابرز لدى عوام الشيعة هي جلد الذات والتأثر الكبير بالاعلام بل حتى المستفيدين والذين تغير حالهم الى وضع افضل بكثير يجلدون بقسوة لانها جزء من عقدة الماضي وهشاشة المجتمع الشيعي والشعور بالمظلومية المستمرة
انتجت تلك التحولات الى ستراتيجية تاكل الشيعة من الداخل تمثلت بخروج ابناءها من الجيل الجديد ضد قيادتها والذهاب الى اقصى اليمين والتطرف بشكل ملفت للنظير وعدم مراعاة حتى العقيدة هنا نحو رفض كل وجود سياسي لديه ايدلوجية دينية ويجب ازالته واثاره حتى لو كان بالقوة والانقلاب وبمساعدة اي طرف عربي او اجنبي
هنا تغيرت بعض المفاهيم لدى نخب مثقفة استشعارا بان الهدف هنا ليس مجرد ازاحة وجودات سياسية اسلامية تقليدية بقدر ما ان الامر يتعلق بقلب المعادلة وهو الاستراتيجية التي عملت عليها الانظمة الخارجية منذ سنوات طويلة مع استثمار هذه النقمة
المبكي ان هذه الاحزاب لم تفكر حتى بالعمل على خطوط ثانوية وبديلة لها حال اضحت عدم مقبوليتها او انحسار مؤيديها في جغرافية الوسط والجنوب بل استمرت بالمكابرة والعناد السياسي حتى وصل الامر بها الى ان تنشب اكبر خصومة مع اهم تيار شعبي وهو التيار الصدري الذي بدا يتحرك فعليا في اخر دورتين من اجل الهيمنة على القرار الشيعي لانه يعتقد صار لزاما التصدي كي لايؤخذ بجريرة الاحزاب الاسلامية الاخرى وهي فرصة يمكن العمل عليها معولا على الرمزية التي يمتلكها والجمهور الحركي وهي اهم ورقة تعطيه استمرارية العمل باريحية داخل المكون الشيعي
ستراتيجية التاكل الشيعي والشتات الذي يعيشه المكون
جراء ازمات داخلية وعمل منظم واخطاء كبيرة ووهن اعلامي لن يقف عند هذا الحد و لن تنتهي هذه الازمة بمجرد تشكيل حكومة على عمل استثمار السلطة وتصحيح الاخطاء السابقة لاعادة الثقة مع الجماهير
والمؤسف ان الاغلبية الكبيرة صار مصيرها بيد اخرين اقل واضعف عددا منها بكثير فرجل الجبل وصاحب ال ٣١ مقعدا انموذجا عدا ذلك والاهم من كل شيء ان موقع رئيس الوزراء صار الاضعف بين كل المواقع
يتبع