لم يكن طول السلك الذي يحمل الحرارة للهاتف كافيا لإتاحة حرية الحركة والانتقال لجهاز التلفون ، ولذا فقد أبقاه مقيدا الى الجدار فوق ذلك الرف او الطاولة الصغيرة عند مدخل البيت !!

ولست أشك بأن صورة وموقع جهاز الهاتف ذو القرص الدوار المصنوع من السيراميك الثقيل بلونيه الأبيض والأسود كانت متشابهة الى حد كبير في اغلب البيوت !!

وكم من مرة اضطررت فيها طلب إجراء مكالمة هاتفية حين تنقطع الحرارة عن هاتفنا من أحد الجيران وكان الهاتف مربوطا في مكان وتفاصيل تشابه ماعندنا في البيت !!

في الحكاية القديمة ، إستطاع علاء الدين ترويض المارد المسجون داخل المصباح السحري وجعله خادما مطيعا يلبي طلبات سيده ، وكم كان يسـعدني منظر المارد وهو يطلق عبارة شبيك لبيك عبدك بين يديك ، وكم حلمت وتمنيت بأن أكون في موقع علاء الدين مرات ومرات!!

ولست اخفيكم سرا من أسرار طفولتي البسيطة حيث كنت أتحين الفرصة وعدم وجود أحدٍ يَرقبُني لأدير قرص الهاتف عدة مرات في اليوم طالبا الرقم صفر ستة مستمتعا بسماع الرنة والصوت الذي يعلن التوقيت المحلي متخيلا نفسي بأني استمع لصوت المارد حبيس المصباح !!

تدور الايام والسنين ويشاء العلم إختراع الهاتف النقال ذي الحجم الصغير الذي أفلت من كل القيود والأسلاك ليصبح بين ليلة وضحاها هو السجان ونحن عبيده !!

وها أنا مع كل صباح ومع ارتشاف كوب القهوة لست استغني عن هاتفي الذي يعلن : عــــــند الاشارة تكون الساعة صباحا جميلا وبضع دقائق مشرقات وعشرة ثواني كالورد ساحرات.

وقد حان الأوان لاقول لكم اصدقائي صبحكم الله بالخير والعافية ونهاركم سعيد…

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *