*اذا أردت أن تفهم الحاضر وتقرأ المستقبل فلا بد أن تعود للماضي* ..
.
*كان المخطط أن تبدأ الحرب الأمريكية الروسية على المسرح الأوكراني في عام ٢٠١٧، في عهد الرئيسة «هيلاري كلينتون» على اعتبار انها كانت ستفوز على «ترامب» في ٢٠١٦ ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وفاز «ترامب» وبالتالي فقد تم تأجيل ذلك المخطط حتى ٢٠٢٢*
.
*الحرب الأمريكية على روسيا بدأت فعليا في عام ٢٠١٤ ، عندما خططت ادارة «باراك أوباما» ونائبه جو بايدن (من يسكن البيت الأبيض حاليا) ودعمت الإنقلاب في أوكرانيا ، فأزاحت حكومة الرئيس الأوكراني «فيكتور يانوكوفيتش» المنتخبة ديمقراطيا عبر ثورة ملونة تم تخليقها في سراديب الـ «CIA» دعمت فيها النازيين الأوكرانيين وصعدّت عملائها الموالين لها مثل «بترو بورشينكو» ثم الكوميدي العميل «زيلينسكي» لسدة الحكم ، وبعد نجاح الإنقلاب ، انتقل «جون برينان» مدير الـ «CIA» وقتها إلى «كييف» ، وأدار العمليات ضد المعترضين على الإنقلاب بنفسه ، وكان مع «جون برينان» في «كييف» وحدات خاصة من الـ «CIA» و الـ «FBI»، تدعم النازيين الأوكرانيين ضد كل من يتعاطف مع الحكومة الأوكرانية التي أزاحتها ادارة اوباما عن السلطة ، وهذا خط أحمر كبير عند حكومة روسيا لأنه يهدد أمنها القومي، ولذا بدأ «بوتين» منذ تلك اللحظة يخطط للحرب التي نتابعها حاليا في ٢٠٢٢*
.
*يوجد فيديو شهير لعضوي عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي «ليندسي جراهام» و «جون ماكين» أثناء زيارتهم لأوكرانيا قبل فوز «ترامب» في ٢٠١٦ يقولوا فيه للجنود الاوكرانيين : إن موعد الهجوم (الحرب) سيكون في عام ٢٠١٧ ، ونحن معكم وسندعمكم ، ويجب أن نعمل معا وأن نتبنى هذه القضية ضد «بوتين» وأن نعمل جميعا على إسقاطه ولا نسمح له بالانتصار أبدا .. *لأنه إذا نجح هنا فسينجح في دول أخرى* .. *لقد حان الوقت لجعل الروس يدفعون الثمن باهظا، وسنفعل ما بوسعنا لتزويدكم بكل ما تحتاجونه*
.
*ولكن فوز «ترامب» بالرئاسة أفسد كل هذا المخطط، ولذلك عملوا بكل ما لديهم من قوة واستعملوا كل ما لديهم من أوراق لطرد «ترامب» من البيت الأبيض خاصةً بعد أن انتهج سياسة التقارب مع «بوتين» لحلّ الخلافات وديّا، وكان هذا خطاً أحمر عند دولة امريكا العميقة، فقرار الحرب ضد بوتين شخصيا، وليس ضد روسيا كدولة، كان قد تم اتخاذه منذ ٢٠١٤ كما أسلفنا، لكن موعد إطلاق النار تم تأجيله بعد فوز ترامب المفاجئ*
.
*هل عرفتم الآن لماذا اتهموا «ترامب» بأنه متواطئ مع بوتين واخترعوا حكاية التدخل الروسي في انتخابات ٢٠١٦، وهي القضية التي ثبت زيفها لاحقا، بعد تحقيقات ترأسها محقق خاص لأكثر من سنتين، مع عشرات القانونيين وكلفت عشرات الملايين*
.
*كل المهازل التي حدثت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية كان هدفها طرد «ترامب» والإتيان بـ «جو بايدن» بالذات، رغم تقدمه في السن و رغم كل مشاكله العقلية الواضحة لوضع ذلك المخطط موضع التنفيذ ، لأن «بايدن» كان نائب «أوباما» في ٢٠١٤، وكان متغلغلا في أوكرانيا، وله دور كبير في انقلاب أوكرانيا عام ٢٠١٤، الذي تحدثنا عنه في بداية المقال ، ولذلك فلم يكد «بايدن» يدخل البيت الأبيض حتى صرّح تصريحا عجيبا استغربه الجميع حينها، عندما قال: “بوتين قاتل*”…*لكن الحقيقة أن ذلك التصريح كان هو التدشين الرسمي للحرب الامريكية الروسية التي تدور رحاها منذ ٧ أشهر على أرض أوكرانيا*
.