ما أكثر أخطاءَنا وما أقل حيلتنا، نحن خطّاؤون، هذا لا اختلاف عليه، ولكن هل نحن معتذرون عن أخطائنا أم نحن ممن تأخذهم العزة بالإثم؟، ولأن الإعتذار ثقافة مطلوبة، ولأن الإعتذار واجب وحق، واجب على من أخطأ، وحق لمن تحمل الخطأ، أصبح للعالم اليوم يوم خاص يّسمّى بـ (اليوم العالمي للإعتذار)، يقدم فيه النـــــــاس اعتذاراتهم لمن أخطؤوا بحقهم، لأسباب مختلفة، ويحضر هنا قول كريم للإمام علي (كرم الله وجهه)، جــاء فيه: ((إقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر، التمس له عذرا))، وثقافـة الإعتذار لا تقتصر على مستوى الأفراد، بل تمتد لتصل إلى مستوى الحكام الذين أساؤوا لبلدانهم، والحكومات التي غمطت حقوق شعوبها، بل وتمتد أكثر لتصل إلى مستوى الدول والأمم، ويمكن القول: إن ثقافة الإعتــذار مقدر لها أن تكون ثقافة مجتمعية وأولوية تربوية وسلوكا أخلاقيا راقيا، وعندمـا نتحدث عن ثقافة الإعتذار، لا بد أن نأتي على ذكر ثقافة قبول الإعتذار، فمثلما هنـاك من يتجبر ولا يقدم الاعتذار، هناك من يتجبر ولا يقبل الإعتذار، وهكذا فإن ثقافـة الإعتذار تقول: لا للقطيعة ونعم لمد الجسور، ونعم للإعتراف بالذنب، ولا لإنكاره، وكم من العلاقات انهارت بسبب الخلافــــات، ثم عادت بوتيرة أعلى وأعمق بعد تقيم الاعتذارات، وهكذا فإن الاعتذار عمل من أجل نشر التسامح وحفظ الود، يصدر عن خلق نبيل ونفس صافية، وينتشر ضوعه بين الناس كانتشار ضــــوع المسك.