لاشك ان قطاع التربية والتعليم هو كبقية القطاعات الاخرى قد طاله العجز في التخطيط العلمي المدروس بعد عام 2003 وشابته ممارسات سلبية افضت الى تدهوره بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي للنظام التربوي والتخبط بتغيرات مرتجلة وعشوائية لاتسمن ولاتغني. فتطور التعليم من الابتدائية وحتى الجامعة يتطلب فهم اسباب تردي مايحصل بالعملية التربوية بعد ان تعاملت الجهات الحكومية العليا مع المعلم او المدرس بعاطفة الحب والكره وليس بمفهوم المصلحة العامة لانهم حرموا هذه الشريحة من حقهم في تقديم ابسط الخدمات والامتيازات لهم مثل زيادة الرواتب وتوفير السكن اللائق سواء توزيع قطع اراضي او وحدات سكنية وشمولهم وعوائلهم بالتامين الصحي اوبالكسوة الصيفية والشتوية من مصانع الخياطة الحكومية. ولربما يقول البعض ان هذا الكلام مبالغ فيه ولكن حتى اذا كان مانقوله يحمل نسبة معينة. لان المجتمع لايمكن ان ينهض الا بالتعليم والتعليم عماده المعلم، والمعلم لايمكن ان يقدم عطاء اكثر وان يبدع بمجال عمله وهو يشعر بالظلم والقهر وظروف المعيشة الصعبة وفقدانه ابسط حقوقه مما يولد الاحباط في نفسه. فالمعلمون يستحقون الدعم دائما لان في ذلك دفاع عن الاجيال وعن المستقبل. فاين مكانة المعلم اليوم من قول الشاعر احمد شوقي : قم للمعلم وفيه تبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا

التي تهدف ان نقم تقديرا واحتراما فان مكانة المعلم تكاد ان تقارب مكانة الرسول فالاعتداءات متكررة على الملاكات التربوية ظاهرة تهدد التعليم تفاقمت كثيرا بعد عام 2003 وانها دخيلة على الشعب العراقي فكيف نريد من هذا الرسول ان يعمل باخلاص وجد لاداء رسالته وهو يهان من قبل فاقدي الاخلاق والقيم والتربية البيتية . من طلاب كسالى متسيبين وجودهم في المدرسة اضرار بالعملية التربوية

فلا يجوز لنا ان نحمل المعلم او المدرس والهيئات التربوية ما نشاهده من حالة تراجع في التعليم وتصنيف العراق خارج التعليم العالمي لان ذلك يعود سببه الى النفاق والمحسوبية والمحاصصة والشللية وتاثير الاحزاب السياسية في قطاعي التربية والتعليم كما ان الحكومات المتعاقبة لم تعطي دور لجهاز التربية لفك الازدواج وتوفير الكتب والمستلزمات الاخرى اضافة الى تلكوء انجاز بناء المدارس رغم صرف مستحقاتها للجهات المنفذة لهذه المشاريع مما حدى بوزارة التربية الى جعل الدوام في اغلب المدارس دواما ثنائيا اوثلاثيا اضافة الى تقلص الدعم الحكومي لهذا القطاع بشكل مخيف. كما ان تفشي البيروقراطية في معظم الادارات المدرسية التي نسب لها مدراء من الاحزاب السياسية وفقا للمحاصصة المقيته. وتعطل الدراسة لفترات طويلة ولأسباب مختلفة. مما ادى الى تدني المستوى التربوي والتعليمي للطلبة .

اضافة الى عدم وجود الاشخاص المؤهلين لإدارة شؤون مؤسسات الدولة اي عدم وضع الشخص المناسب بالمكان الصحيح. وكذلك عدم الاهتمام بالطلبة لا لكونهم مستهلكين لجهود محددة في المدارس بل لابد من الانشغال بهم بوصفهم طاقات يمكن توجيهها توجيها صحيحا وصقل مواهبهم المكبوته. اضافة الى قلة التطوير المهني للمعلمين والمدرسين لان التدريب ضروري لأداء الجودة كل ذلك جعل نظام التعليم ضعيف وغير قادرعلى مواكبة التطور. اضافة الى الفساد الاداري والمالي الذي طال هذا القطاع كبقية مؤسسات الدولة الأخرى في حين وحسب تقرير اليونسكو فان العراق في فترة ماقبل حرب الخليج الثانية 1991 كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبرمن افضل انظمة التعليم في المنطقة. ان نظامنا التعليمي يحتاج الى ثورة من الاساس للأسباب التي ذكرناها. وان ننتبه الى ان هناك وجود حملة ممنهجة ضد التعليم في العراق.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *