أمطرت كثيرا هذا المساء
اختبأت النجوم في القصيدة
القمر لم يستطع الوصول
وقلبي مبلل بالأسى
ماذا يفعل الإله في السماء الآن ؟
هل تبكي الشمس
أم تنام في سرير النسيان؟
*****
أمطرت كثيرا هذا المساء
كانت القصيدة تطفو على سحر اللحظة
وصوتك يتهادى على صمت الرخام ،
حتى أقاصي الروح ،
يطغى بعذوبة على سمفونية المطر
أربك المكان
أيقظ الشوق والأضواء
وراح يرتب مواعيد الإخضرار
*****
أمطرت كثيرا
لكن قلبي مازال مقفرا
نافذتي مغلقة
أمي تكرر الوصايا
وتطوي الأحزان
أبي كان يحب المطر
ويصلي شكرا للسماء
فينهمر على كفيه
حتى إذا تأخر قليلا
كان يضرب النهر بعصاه
ويسوقه إلى الكروم .
بعد أن نام أبي تحت شجرة السنديان
اختلطت الفصول
عطشت الحقول
تمردت الغيوم
هربت من قبضة الريح
وتأخرت مراكب الشتاء
حتى إذا كان يقطب حاجبيه قليلا
في وجه الخريف
تجن الريح ويأتي المطر
*****
اليوم أمطرت كثيرا
سأخبر أبي كي تطمأن المواسم
سأخفي حزني كي لا ينتبه
أن الحرب لم تنته
ومازال الغبار يغطي الروح
والهموم تتكوم في زوايا العتمة
لم يغسل المطر مخيلة الزمان
لم يغير الواقع
ولم ينبت غير الأشواك
*****
أمطرت كثيرا هذا المساء
ربما في مساءات ماطرة
يتمرد النهر على الضفاف
ربما يفيض ويحاول الهروب
مهما قيدوه بالسدود والجسور
سيجد دربا للوطن
والشمس …

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *