ظهور الجامعة في إحدى التصنيفات العالمية لا يعني جودة عملياتها التعليمية والبحثية والمجتمعية، وقد يتحول هذا التصنيف إلى عامل من عوامل الصراع السلبي والتنافس الوهمي لعدم وجود قواعد رصينة وأدوار واضحة ورقابة أكاديمية فعالة وبيئة نزيهة وشفافة وثقافة مرموقة، هنا لا بد من التأكيد أن الجامعة المرموقة يجب أن تكون مصنفة في ضمير المجتمع الأكاديمي وأصحاب المصالح لخلق قيم تعليمية وبحثية ومجتمعية رصينة توجه سلوك الجامعة والعاملين فيها ليكون لها أثراً إيجابياً على المهن وأصحاب المصالح والمجتمع.
الجامعة المتفاعلة والمنتجة هي التي تسعى إلى رضا أصحاب المصالح من خلال العلاقات التفاعلية مع الزبائن والأثر الإيجابي على المجتمع، هذا يشيرنا إلى أن الجامعة يجب أن يكون لها مكانة محلية وإقليمية مرموقة قبل دخولها التصنيف، فأهداف الجامعة الحقيقية معروفة، وبالتأكيد التصنيف لما يكن من هذه الأهداف ولكنه نتيجة طبيعية بعد تحقيقها وبجودة عالية، لأن الغاية الرئيسة من الجامعة هي تقديم خدمات تعليمية وبحثية ومجتمعية مرموقة للمجتمع المحلي والإقليمي والعالمي لتكون مكانة ومرتبة هذه الجامعة بما يتوافق وجودة هذه الخدمات.
التصنيف المرموق هو الذي يقوم به طرف ثالث ولا يعتمد على بيانات (تعليمية، بحثية، وغيرها) المالك أو الداعم أو الراعي لأنها تكون متحيزة وفيها تخادم واضح، فضلاً عن التسويق والربحية، فإذا كان المحور الرئيس لمؤشرات التصنيف يعتمد على النشر في مستوعب عالمي معين (خاصة عندما يكون المالك أو الراعي هو نفسه للتصنيف وللمستوعب) فإنه يعتمد على بيانات ومعلومات دون التأكد من رصانتها وصدقيتها وصحتها لأنه يختزل كل الأدوار ويصدر حكماً قد يكون بعيد عن الحقيقة والواقع بل قد يكون مزيفاً، للأسف هذا ما يحصل مع أغلب الجامعات التي تعتقد أن تصنيفها غاية توصلها لما تريد دون الإذعان للمتطلبات والشروط الأكاديمية المتعارف عليها فتجد هذه الجامعات لا تحافظ على مواقعها في التصنيفات وغالبا ما تخرج منها مبكرا والسبب هو العشوائية والبيانات غير الدقيقة والنشر المزيف وغيرها، وهذا سلوك أكاديمي مدمر قد ينتهي بفضيحة أكاديمية لا يمكن اخفاءها أو تبريرها. (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد).
# الجامعة المصنفة هي التي تسابق العلم والزمن لزيادة حصتها بالعقل والقلب وسوق العمل لتكون لها مساحة واسعة من التأثير الإيجابي المحلي والإقليمي والعالمي لا يستطيع أي تصنيف تجاوزها.