صناعة الكهرباء هي من الصناعات المعقدة التي يتم إنشائها عن طريق المولدات التوربينية الكبيرة المنصوبة قرب السدود والتي تتعرض للأعطال المستمرة او نقوص في مناسيب المياه او تلك الأخرى المتواجدة قرب المدن التي تعمل بالبخار المضغوط في محطات التوليد الحرارية التي تصل حرارة المياه في غرف التسخين لديها الى 600 درجة مئوية تقريباً من أجل تدوير المراوح العملاقة بالبخار المضغوط فتصوروا حجم الاستحضارات لهذه الأخيرة من توفير الوقود الى شبكات تبريد المياه الى المداخن الى عمليات تحميل وسيطرة الى عملية تأمين التوافق الطوري للخطوط الحارة الثلاثة المحملة على الشبكة الرئيسية من عدة محطات وهذه لوحدها تحتاج الى منظومة صناعية متكاملة الخ …… ! فهل تعلمون كم تعاني وزارة الكهرباء من صعوبات في نقل خطوط الضغط الفائق البالغة 400 كيلو فولت التي تدور حول القطر لاستقبال الطاقة من المولدات الموزعة في أرجاء البلد وهي معرضة للإسقاط اليومي من قبل ايادي خفية وهل تعلمون كم يلقى العاملون على منظومة تلك الأبراج من صعوبات عند العمل على تحويلها الى 130 كيلو فولت* ونقلها الى المحافظات عبر الأبراج الشاهقة ايضاُ وهل تعلمون كم يعاني المهندسون عند تحويلها من 130 كيلو فولت الى 33 كيلو فولت فهل تعتقدون ان هذا سهل ؟ إن أصعب عملية تحويل ونقل هي عندما تهبط من 33 كيلو فولت إلى 11 كيلو وإدخالها الى الشوارع والأزقة لتغذية محولات الكهرباء المعلقة داخل المحلات ومن ثم 220 فولت المنقولة الى البيوت .. أرجو أن تتأملوا عدد المراحل والأجهزة ومحولات الرفع والخفض المستخدمة لهذه المنظومة المتشعبة مع مئات الآلاف من قطع أجهزة التبريد والموصلات والفواصم والعوازل وأجهزة القياس والتأريض التي يصيب أجزائها العطل كل يوم بل في كل ساعة وخاصة في فصل الصيف اللاهب … بقي ان اذكركم ايها الإخوة وخاصة المبذرون الذين لايبالون بمصابيح مساكنهم المتوهجة ليل نهار الذين يعملون على تدمير الثروة الكهربائية التي اصبحت عصب الحياة فالى متى يستمر هذا التبذير العجيب في مصابيح الشوارع المتوهجة ليل نهار وفوق البيوت وفوق الدوائر الحكومية بل الى متى يستمر هذا الهدر الذي لايتوقف ؟ يجب أن تتحمل دوائر الدولة والسيطرات الثابتة القائمة على الطرق وأصحاب الأسواق وأصحاب المساكن وكل المبذرين من أفراد الشعب فهولاء هم السبب الأول في ضياع الطاقة الكهربائية في بلدنا ، هناك من يعمل على تدمير التيار الكهربائي بأهمال أو تعمد من خلال فتح اضوية الشوارع واضوية المساكن على طول النهار فانظروا الى التبذير الحاصل بالطاقة الكهربائية في دوائر الدولة ومصابيح الضوء عالية القدرة المعلقة على الطرق او فوق الدوائر أومنازل الناس وهي تتوهج 24 ساعة بلا انطفاء ولاحظوا ايضاً كيف يقومون بغسل سياراتهم بالماء الصافي وكيف يسقون حدائقهم الكبيرة بلا اقتصاد بماء الإسالة وكيف يسرق أصحاب غسل السيارات الماء الصافي من الأنبوب الرئيسي الذي يسمى ( الأبّي ) فهم لايعلمون مقدار الصعوبات الكبيرة التي يلاقيها العاملون بهذا المجال من اجل توفير الماء الصالح فقد عملت أربع سنوات بمجال الكهرباء لبعض مشاريع المياه الكبرى وعايشت صعوبات تلك الاستحضارات المعقدة ولمست حجم المشاكل المحيطة بتلك الأعمال … أنه بلد هدر الثروات .. بلد العجائب والغرائب .. يبدو ان هناك الكثير من الذين لايقدروا قيمة هذه الثروات فجعلوها هدراً عبر الزمن .
حل وحيد
أن الاقتصاد والحفاظ على الثروات هو ثقافة يتلقاها المرء في الكتب ووسائل الإعلام والحل الوحيد لهذا العبث الشعبي بتلك الثروات هو فرض اسعار استهلاك للماء والكهرباء على المواطن ودوائر الدولة على حدٍ سواء عن طريق ربط مقاييس لقراءة المصروف اما فيما يخص مؤسسات الدولة فندعو الى استقطاع المبالغ من موازنة الدائرة وهذا سيحد من ظاهرة التبذير المستمرة على مدار اليوم ليكون حالنا حال دول العالم فلا توجد دولة على وجه الأرض تمنح الماء والكهرباء للناس بهذا الشكل المجاني والعجيب أن الناس يعترضون على عدم توفرالماء والكهرباء ونسوا إنها ببلاش على حد التعبير المصري .
الكيلو فولت * : يعادل الكيلو فولت الواحد 1000 فولت حيث يتم رفع الفولتيات عند التوليد الى هذه النسب الكبيرة لتسهيل عملية نقلها الى مسافات بعيدة تقدر بـ 1500 كم دون فقد كبير فيها وهذه صفة من صفات الضغوط العالية .