السياق المؤسف والمقلق في هذه العملية السياسية انه لا توجد تغيرات في سلوك القوى السياسية وخاصة القوى السياسية الشيعية القائدة لها، فالعملية السياسية التي تعتزم تشكيل الحكومة في هذا البلد بفترة استثنائية تميزت بازمة طويلة.
فانتخابات منذ أكتوبر الماضي وانسداد جدي غير مسبوق. حيث وعد الإطار التنسيقي والقوى الاخرى انهم سيكونون مختلفين هذه المرة ومستفيدين من الدروس السابقة. لكن ما أن أزيل العائق الصدري حتى عاد الإطار إلى تلك العادات القديمة في تمويل أحزاب على حساب الوزارات.
وأنا أعتقد أن هذه الأزمة واقصد أزمة التشكيل ستنتهي وسيذهبون إلى تشكيل الحكومة لكن المشكلة الجذرية ما تزال باقية لم يتغير فيها شيء، ونحن إذا بموجهة احزاب تريد تفكك الدولة ورئيس وزراء لا سلطة حقيقية له في اختيار وزرائه لانهم يقدمون له مجموعة أسماء عليا يختار من بينها وأن يسمي وزراء يسوقون على أنهم أعطوا لرئيس الوزراء اختيار وزرائه.
لكن الأهم أن لرئيس الوزراء صلاحيات كثيرة بعد انتخابه لرئاسة مجلس الوزراء وتولي هذه المهمة هي فرصة استثنائية يطمح لها الكثير من السياسيين ومن حق أي سياسي يكون له هذا الطموح، ومن الطبيعي أن يقوم أي رئيس وزراء مكلف بمحاولة إرضاء الكتل السياسية لكن الاهم أن له صلاحيات كثيرة يمكن أن يقوم بها بعد مرحلة منحه الثقة وإذا كان رئيس وزراء استثنائيا ويتصرف بشكل مختلف في هذه الظروف الاستثنائية يحاول الوقوف بوجه الأحزاب من السيطرة على مؤسسات الدولة وهذا ما سيجعل المجتمع الداخلي والاقليمي والدولي داعما له ويفسح له المجال في إصلاحات حقيقية لكن أذا ما بقي رئيس الوزراء اسيرا للطبقة السياسية في إنتاج فاشل جديد فأن ذلك سيواجه برد هائل وغير مسبوق وهذه العملية لا تحتاج الكثير من الذكاء.
إذا الشعب غير مستعد أن يمنح الطبقة السياسية المزيد من الوقت والثقة التي منحها للحكومات منذ عام 2005 ولغاية الآن ، لأن الظروف باتت مختلفة وهناك للأسف بعض القوى السياسية لم يكن واقعيا ويحاول تسويق الأفكار القديمة على أنها مختلفة جملة وجديدة.