أن موضوع التسول قد تجاوز حدوده وأصبحنا موضع نقد عنيف واستهزاء للذين يزورون عاصمتنا من الخارج أو من باقي المحافظات ويرى هذه الدراما الحزينة ! فهي العاصمة ومن المفروض ان تكون مدينة مثالية خالية من هذه المشاهد المزعجة مثل (الاستجداء المهذب – التسول – مشردون ينامون على الارصفة – تنظيف الدجاج والسمك على حافة الطرقات – عرض البضائع والخضار في الربع الاول من الشارع ، الخ (……. فأنها تعكس الصورة السيئة لباقي محافظات البلد ، هناك جيش كبير من المتسولين الذين يطوفون الطرقات ويجوبون زحام السيارات في تقاطع الطرق وقد وصل الحال بهم أن يخترقوا الأحياء السكنية ايضاً ويطرقوا أبواب المساكن بالتسلسل أي بيت وراء بيت وقت الظهيرة ( وقت راحة الانسان ( طلباً للمساعدة التي لاتتوقف عند حدود فمهما يحصل عليه المتسول يطالب بالأضعاف المضاعفة وقد تبين أنهم اتخذوا هذه العملية مهنة لهم فالحصول على المال بهذه الطريقة الغير مجهدة تمنح رغبة للآخرين بالدخول إلى مضمار هذه المهنة المربحة فكل يوم تدخل وجوه جديدة الى ساحة العمل منزوعة الكرامة ميتة الاحاسيس ! وهناك من راح يجنّد الغلمان والصبايا لهذا الغرض على ما يبدو فما هو تفسير رؤيـة عشرات الأطفال يتقافزون بين السيارات في مكان واحد يطالبون أصحاب السيارات بشيء من المساعدة المالية وترى البعضٍ منهم يحنق على الذين غلت ايديهم وامتنعوا عن العطاء فينظر إليهم بنظرات مقيتة تتطافر منها علامات السب والشتم بصمت عميق . لاذنب لهولاء المساكين في هذا الأمر لأن الكثير منهم لايمتلك ثمن رغيف الخبز فعلا وقد حرموا من التعليم والاحتياجات الضرورية التي يجب أن تتوفر كحد أدنى للإنسان في هذا الزمن المتشعب ولكن الإهمال الذي وجدوه من الحكومة تجاههم وهم أصحاب ثروات وطنية لاتعد ولا تحصى جعلهم يخرجون من تعففهم بشكل علني ويطالبوا بحقوقهم المعيشية وتعويض حرمانهم الدائم من الشارع ، أن طريقة خروجهم تلك هي عملية نقد عنيفة توضح للحكومة والناس بشكل علني ان إهمالكم وظلمكم وأهانتكم لنا وسرقة أموالنا وارتقائكم على أكتافنا قد أوصلتنا إلى هذا الحال فيجب ان تردوا إلينا حقوقنا مهما كلفنا ذلك من ضعف في وطنيتنا وتقزيم لكرامتنا .. وللحديث بقية ………