لن اذكر السيد الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد بالأهوار بل هو يعرفها ويذكرها جيدا لأنه يوم كان سيادته وزيرا للموارد المائية لوزارتين عرفها جيدا وكنت شاهدا انه حاول وبجهد كبير أن يطور من بيئة الاهوار ويُحسن وضعها المائي والزراعي بالقدر الذي يهم جهد وزارته ، وربما كان هو الوزير المتخصص الوحيد في معظم الوزارات العراقية من يحتفظ بمعرض خاص لرسومات ولوحات عن الاهوار يريه الى كل زائر لمكتبه ومن بينهم انا . وحتى عندما انتقل ليكون كبير المستشارين في زمن الراحل مام جلال والرئيس فؤاد معصوم نقله معه الى مكتبه.
والآن لا اظن إن الاهوار تغيب عن خاطره ، وربما يشاهد حزنها وجفافها والتغير البيئي والاجتماعي والكارثي الذي حل بها ، والامكنة التي كان سيادته يزورها بالمشاحيف إن اراد أن يزورها الآن فسيزورها بالعجلات والسير على الاقدام ، وهو يدرك ان المكان أصبح يباباً واختفت من الأرض غابات القصب وقطعان الجواميس بدأت تنتحر عطشا او بسكاكين القصابين.
تلك الصورة الحزينة لا أريد ان أذكر بها السيد الرئيس ، فهي تعيش امام ناظريه حتما كلما استعاد مشاهد لوحات معرض الاهوار الذي يقتنيه واظن انه حمله معه الى مدينته السليمانية وربما اعاده الآن الى جدران القصر الرئاسي .
ولكن انا فقط الفت سيادته أن يتلفن الى رئيس الوزراء ويضع امامه خططا مستعجلة لأحياء المكان ،لأنني اعرف ان السيد الرئيس لديه بعض مفاتيح الحل بسبب تجربته مع المكان وتخصصه.