من بين بيوت شارعنا ، يطلُ جارنا الطيب ابو حسين ، يتلقى الصغير والكبير بالتحية والترحيب والسؤال والدعوة بالتفضل الى الدار….في عباراتٍ كلها طيبة وكرم وإلفة ومحبة….عبارات إعتدنا ان نسمعها من جارنا العزيز …لقد كان الإيقونة البارزة في الشارع …تجدهُ حاضر في كل مناسبة…جاهز لأي مساعدة …يسارع لأعمال الخير ، يشعرك أن الدنيا لازالت بخير وأن الطيبين لازال لهم وجود…وللحق أن جارنا أبا حسين يضيف لشارعنا حياة ونشاط وحيوية وتواصل ، لازلت أتذكر الحفاوة والترحيب الذي تلقيناه منهُ ومن عائلتهِ عندما إنتقلنا للسكن بجوارهم…لازالت صور قدورهم وأوانيهم المتعاقبة الى دارنا إكراماً وتقديراً حاضرة في الخيال والوجدان …طبعاً لاننكر فضل وطيبة بقية جيراننا الأعزاء .
أكتب هذه الأسطر بعدما أخبرني الأهل عن إنتقال سكن جارنا الغالي ابي حسين علي عواد الى منطقة مجاورة لمنطقتنا…ومع تمنياتنا لهم ان تكون الدار الجديدة دار راحة وسعادة وأمان وطمأنينة ألا ان الشعور بألم ابتعادهم عنا كان له الأثر البالغ في نفوسنا وقلوبنا .كم هو جميل أن يترك الجار مثل هذا الأثر الجميل في نفوس جيرانه ، بل كم هو رائع أن تكون العلاقات بين الجيران علاقات طيبة مبنية على مشاعر الإحترام والتواصل والتعاون.والأروع أن تأخذ هذه العلاقات إمتداداً أوسع من الإرتباطات الإجتماعية ، والأواصر بتأثير ذلك الإندماج والإنسجام والتناغم وتشابه الطبائع والعادات والتقاليد وتبادل المشاعر .
ومراجعة بسيطة لما ورد في الأثر من تأكيد على حسن الجوار والتوصية بالجار ، يوقفنا على ذلك الإهتمام الكبير الذي أولتهُ الشريعة السمحاء وتراثنا الأدبي والإجتماعي …حتى قال شاعرهم :
ناري ونارُ الجار واحدةٌ
ُوإليهِ قبلي ينزلُ القدر
أعمى إذا برزت جارتي
حتى يواري جارتي الخِدرُ
أقول : تحية لجارنا ، وتحية لكل من حَسُن جواره ، وطابت عشرتهُ وترك أثراً طيباً في نفوس الآخرين .