اسمحوا لي عن أكتب ، نيابة عن مواطن عراقي تعتصر قلبه آمال كان يرجوها .. ولايزال يتمنى لوطنه أن ينهض وأن يسود فيه العدل والرحمة .. وقانون تعهد به حمورابي في شريعته التأريخية .
قال لي والشيب قد غزا رأسه ..
أرجو أن تعتذر نيابة عني من كل مواطن يحب العراق ، فإني أعلن انسحابي من جميع مواقع وسائل التواصل الاجتماعي .
لم يعد ينفع ، استمرارالكتابة وإبداء الرأي وتبادل مشاعر الحسرة والألم لما حصل ويحصل ..
ولا يجدي نفعا” ، تناقل فديوات كشف حالات الفساد والسرقات والمصالح اللاوطنية ،
كما لم يعد هنالك ضرورة لتحرير المقالات الصحفية وتشخيص مكامن الخلل في الجوانب السياسية أو الاقتصادية والتعليميةوالاجتماعية ،
ولا ضرورة تذكر لتقديم مقترحات التطوير والتحسين والتنمية ..
هذا ليس زمان ، يليق بنا ..
هذا زمن ، يليق بآخرين .
لم أعد راغبا” بقراءة إسم من سرق قوت الشعب ولا كيف سرق ،
ولا أريد رؤية فديو القاء القبض على أحدهم (وهم كثر) .. لكي أمتع نظري باذلاله وأشفي غليلي منه ، بصفتي مواطنا” سرقت حقوقه ولقمة عيشه .. في وضح النهار ،
مع كل الاعترافات الصريحة التي نسمعها ومقدار الأموال التي يتم تهريبها بين مدة وأخرى وأخبار استغلال المناصب لتحقيق مكاسب غير مستحقة .
كما لم يعد يسعدني ، تلك اللقاءات والبرامج الاعلامية النارية التي يتم تداولها ونسمع خلالها الصراخ والوثائق والأحداث المرة لحالات تفوح منها روائح ، تزكم الأنوف وتبيض من هول مآسيها الذقون ..
وما هي النتيجة ؟
حقائق يتم طمس معالمها بعد حين !!!!
اكتشفت متأخرا” ، أن التواصل المتكرر مع الزملاء والأصدقاء .. وحتى الغرباء ، قد قتل فينا تماسك القيم وصار عنوانا” لتمييع حالات الظلم وسرقات الليل والنهار ..
بينما يجلس بعض من يجلس على كرسيه متشبثا” بالمنافع التي يحققها ، غير مبال بما يكتب أو يتم تداوله في وسائل التواصل ،
وتنفعه ( الهجمات الشرسة) وكثرة الكتابات والفديوات التي تغطي على العيوب وتعمم حالات تقبل الفساد والسرقات ويضيع تشخيصها (بين القبائل) .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
يوم لا ينفع مال ولابنون (88) إلا من أتى الله بقلب سليم (89)
سورة الشعراء
لعن الله من صنع الموبايل
وابتدع وسائل التواصل
إنا لله وإنا اليه راجعون .
{ استاذ دكتور