كان من جماليات ما قبل اكثر من عقدين من الزمن هو ان تحظئ بمطالعة صحيفة او مجلة خاصة تلك التي كانت تاتي من الخارج اي التي تطبع في لندن او باريس او في لبنان او مصر او الكويت او التي كانت تصدر من مطابع بغداد كالصحف اليومية او مجلات الف باء او فنون او غيرها من المطبوعات والتي كانت تأتي لنا باخبار نسمعها او نقرأها للمرة الاولى اي لم يسبق لأي وسيلة اعلامية ان تحدثت بها خاصة في ظل عدم وجود ما يعرف اليوم بوسائل الاتصال السريعة او قنوات فضائية لا تعد ولا تحصى كنا نذهب الئ الدواسة او شارع النجفي او المجموعة الثقافية كي نحظئ بتلك الصحف او المجلات والتي كانت تسيل لعاب اي قارئ لها .وهنا في تلكيف كنا نحظى بها ايضا من خلال مكتبات هنا حيث كانت تصل لنا الصحف والمجلات واحيانا عن طريق البريد من خلال ما لنا من اشتراك في مجلة فكانت تصل الينا بألاسم الصريح فعلا كان في قراءتها جمالية كبيرة وثقافة عالية ونحن نتمعن في صفحاتها وما فيها من مواضيع مختلفه وغنية بكل معارف الحياة وتقارير مازال الكثير منها في ذاكرتنا عن دول او جزر او بحار او محيطات او عن مهرجانات او تقارير عن الفضاء وما فيه من اسرار عظيمة او اخبار عن نجوم الفن والحياة الخاصة لابطال تلك الفترة من نجوم مازالت تفاصيل تلك الاخبار في ذاكرتنا .اذكر في عام 1977 وكنت في وقتها بعمر التسع سنوات ولكني كنت مغرم بالصحف ومطالعة كل مافيها اثارني خبر عن وفاة الفنان عبد الحليم حافظ حيث كان من الاخبار الرئيسية في تلك الصفحة.
وكنا احيانا وفي اوقات العطل نذهب الئ المكتبات العامة لنطالع في رواية او اي كتاب ادبي فيه تفاصيل وبالشرح المسهب عن حياة الشاعر او عن سيرة روائي او اي كاتب وما له من تاريخ في هذا المجال وما ان يأتي الليل ايضا وما ان نفرغ من ما لنا من واجبات دراسيه كنا نسهر مع قراءة الصحيفة او المجلة او مطالعه كتاب ما او رواية .فعلا كانت من اللحظات والذكريات التي لا تنسئ ولا يمكن ان تزول من ذاكرة ابناء ذلك الجيل.
منذ تلك الفترة وقع ولعي على الكتابة ونظم الشعر وكنت اكتب كل ما يجول بخاطري وحسب ما لي من مساحة وتفكير واستلهم ما اكتب من خلال تلك القراءات التي كانت تغذي ذاكرتنا وتعطيها مساحة وتفكير.
ورغم موجة التقنية الحديثة ووسائل السوشيل ميديا لكن تبقى الصحيفة الورقية او المجلة رونق خاص وجمالية لا حد لها..