أنا ابنُ جثَّتي
أرضعُ لبنَ الشَّمسِ في تابوتٍ
واحتفي كلَّ يومٍ بمرورِ القمرِ
سالمًا فوق المقبرةِ

أنا ابنُ جثَّتي
ما عدْتُ أحلمُ بشيءٍ
فقط، أرقُبُ النَّملَ
يجمعُ قمحَ الوقتِ

أنا ابنُ جثَّتي
فوق زجاجِ الثَّكالى
اللَّواتي يلمِّعنه بدمعِ النَّهارِ
ليرَوْنَ ابتسامةَ الشَّهيدِ

أنا ابنُ جثَّتي
أسكبُ الماءَ فوق عينيَّ
لأصحُوَ من أحلامِ اليقظةِ
الباردةِ كقبلةٍ بعد لهيبِ الغيمِ

أنا ابنُ جثَّتي
أحبو فوقَها كعواءٍ متقطِّعٍ
وأغني مع آخر راعٍ
تباريحَ الصُّخورِ

أنا ابنُ جثَّتي
أغسِلُها بصابونِ اللَّوْنِ
وأدلِّكها بهديلِ الحمامِ
وألتقطُ لها صورةً فوتوغرافيةً
في سجونِ السُّيَّاحِ

أنا ابن جثَّتي
أقفُ بين يدي بائعةِ البُخورِ
أضعُ لُهاثي على الطَّاولةِ
فتنفخُ في قدَري رائحةَ البارودِ

أنا ابنُ جثَّتي
أخفيتُها في صندوقٍ تحت السَّريرِ
وعلَّقتُ روحي على حبْلٍ
بين شبَّاكين

أنا ابنُ جثَّتي
أقطِّعُ اللَّيْلَ بسكين الفواكِه
على درجاتِ السُّلَمِ المؤدي
إلى باحةِ القصيدة..

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *