منح الجوائز العربية للآداب والفنون غدت قضية أخلاقية فاقدة لقيمتها الابداعية ، لما يثارحولها من أسئلة شائكة ، عن تدني رمزيتها ، وعن دور العلاقات والاخوانيات وتأثيرها في عقد الصفقات التي تتم بين لجان التحكيم والمرشحين لنيل الجائزة ، وحسب قيمتها المالية ، بمنأى عن الجهات الراعية لها وخلفياتها السياسية ومآربها .. أصبحت قضيةٌ جديرةٌ بالنظر والتحليل ، ونسأل :

الى متى تخضع هذه الجوائز الى معايير غير ابداعية ؟

خاصة تلك التي تصدر عن مؤسسات وأشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم ، ويـتـوخون إسناد الإبداع في سـياق مضاد لحرية الخلق والتعـبـير. ولكن الملفت للنظر استغلالها من الذين يحسنون تسويق أنفسهم إعلاميا ويقيمون علاقات متطامنة مع مؤسسات وشخصيات تحت مسوغات مختلفة لتلميعهم في محافل ومهرجانات عربية أو دولية ، وهم يعرفون جيداً أن فوزهم ليس دلالة على تميز ابداعهم ويعلمون أن العمل المشترك في هذه المسابقة أو تلك لا يتوفر على النواحي الفنية والجمالية التي تؤهله لنيل الجائزة، بل هناك مصالح سياسية ومقاييس تدفع بالأثر الفني وصاحبه إلى الانتشار وتتحكم بها مؤسسات شبه ثقافية مرتبطة بمنظومات مخابراتية توجه تلك المؤسسات ببرامجها في تلميع من تشاء وتستدرج مواهب طالعة، وتصنّع إمكانات وقدرات تختارها بعد ترقّب وتدريب واختبار ، ليس هذا في الأدب والفن فحسب بل في كل صنوف الجماليات والفكر والإبداع!وربما في العلوم الحية أيضا. وللأسف رأينا نقاداً ومفكرين نحترم انجازاتهم شغلوا مواقع في اللجان التحكيمية سقطوا تحت إغراء المال وباعوا ضمائرهم.! بعد أن تواطأوا مع أنصاف شعراء وساردين ضعاف الإمكانيات والموهبة. ولا شك أن المبدعين والمفكرين الجيدين هم في حاجة إلى جوائز تتيح لهم الاستـمرار في الإنتـاج. أما مسألة تنظيم هذه المسابقات ومنح الجوائز فهي تـحتاج إلى مراجعة. والأفضل أن تسلك الجهات المشجعة للأدب والفن والمعرفة الطريق المتبع في بعض الجوائز الأدبية والثقافية العالمية التي تعتمد على لجنة تحكيم قـادرّة، ونزيهة، مكونة من أعضاء مشهود لهم بالكفاءة والخبرة والاستقامة ويكون للجمهور الحق أن يتدخل بملاحظاته وتقييماته قبل إعلان النتائج وبعدها بمعنى، ان تعلن الجهة المانحة أسماء وأعمال المتقدمين للجائزة وتستفتي جمهور القرّاء عليها وتقيس اللجان التحكيمية نسب الآراء الواردة في تقييم اعمال كل مبدع وتستعلم عن نسبة مبيع أعماله من دور النشر التي طبعت العمل ووزعته ، لكن الأهم، هو أن تحدد الجهات الراعية للجوائز أهدافها واشـتـراطاتها ، وتزرع الثقة في المتسابقين بأن أعمالهم مؤتمنة عند ثقاة لا يجاملون ولا ينافقون ولا يخشون في الحق لومة لائم!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *