العنوان اعلاه ليس مانشيتاً لفيلم سينمائي فيه طرفة وموضوعة للحديث عن جبهة الفقراء وجبهة الاثرياء ، وخصوصا في بلد اسمه العراق ، وسبب الاسم ( العراق ) كما افسرهُ انا انه تعرق من ازمنته التاريخية والحضارية الملونة والمضطربة والحالمة ، والعنوان هذا قائم على المشهد اليومي لحزم الدورات ( المتلتلة ) في المصارف وامام امناء الصناديق ، او اثناء شحنها من مكان الى اخر والتي نراها بشكل يومي في التقارير الاقتصادية او تقارير النزاهة او التي تتحدث عن سرقات اللصوص والفاسدين وايضا نراها في النشرة الاخبارية التي تهم سعر صرف العملات وهذا التقرير اليومي الذي لايهم سوى أقل من عشرة بالواحد من العراقيين. المزعج في الامر ان رؤية الرزم المكدسة تجعل المواطن العراقي يستعيد حاله ويفكر بالفارق الذي يشعره بين جوعه وعوزه وبطالته وقلة معاشه وبين أولئك المتنعمين بالرواتب الضخمة وتجار سوق الاوراق المالية واللصوص الذين يملئون الشاحنات ويذهبون بها الى المطار لتُهرب الى بنوك في دول الجوار كما حدث في سرقة القرن وسرقة النفط وهما الوحيدتين اللتان ظهرتا للعيان بشكل علني وشعبي وينتظر الشعب نتائجهما وما تؤول اليه إذا انني اعتقد ان تطورات السرقتان ستقودنا الى كشف سرقات اكبر . اعود الى رزم الدولارات واتمنى ان لا تلح عليها الفضائيات اكثر لأنها تصبح مصدر غليان ونقمة على الدولة ، ولأن الفقراء سينظرون اليها وسيغلي في داخلهم ما يعقدونه ان هذه الرزم قادمة من نفطهم وذاهبة الى بطون ساستهم وتجار الازمات واللصوص ، عندها سينهض من بين هذا الرزم من ينتفض ويثور ويطالب بحق يعتقد ان القليل جدا من يناله ، وأن هذا الحق هو للأكثرية وليس لحكومات يحال في كل مرة اعضائها على التقاعد ورواتبهم ستكون بعشرات الملايين . الرزم ( الشدات ) كما يطلق عليها في العامية ،هي من بعض القنابل الموقوتة التي نراها كل يوم في التقارير التلفازية ، وأظن ان ثورة الجياع لا تمزق خارطة الوطن فقط بل تأكل الاخضر واليابس ولن تكون لدى العراق وقتها ورقة ثبوتية واحدة او حجر اثري يتحدث عن تأريخه ، لأن الغليان وقتها سيكون مجنونا ويفتك بكل الذي يقف امامه ويلاقيه ، لهذا فالدولة مجبورة لتعيد الحسابات وتنصف الناس وتقضي على الفساد واصحابه لأن هذه الرزم على شاشات التلفاز تذكر العراقيين انهم مأكولين من هذا الفج ، لهذا الفج .