-1-
جاء في ترجمة ابن الانباري – اللغوي النحوي الشهير – انه كان يحفظ :
مائة وعشرين تفسيراً للقرآن الكريم بأسانيدها ،
وثلاثمائة ألف بيت شاهداً في القرآن المجيد ،
وكان يملي من حفظه لا من الكتاب .
-2-
قيل له :
قد أكثر الناس في محفوظاتك فكم تحفظ ؟
قال :
احفظ ثلاثة عشر صندوقاً
-3-
ولا شك انّ الرجل كان موهوباً ومتميزاً بقابليته على حفظ هذا الكم الهائل من النصوص ، وهو ما سجلّه له التاريخ ولم يبخسه حقه .
ولكن السؤال الان :
أين نحن من أمثال اولئك الرجال ؟
انك قد تلتقي بمن لا يحفظ رقم هاتفه الشخصي فضلاً عن النصوص الدينية او العلمية او الادبية .
-4-
وهناك شيء ملحوظ أيضا وهو أنّ هناك مَنْ يحفظ السلبيات فقط، يختزن في ذهنه ما يرى من زلاتك واخطائك ، ليبدأ بنشرها واذاعتها بين الناس بمجرد فتور العلاقة بينكما، ولا يتوقف عن الاسترسال في سردها قاصداً بذلك الانتقاص منك والاستهانة بشخصك .
وهذا شأن المسكونين باللؤم والخبث والدناءة .
أعاذنا الله واياكم من شرورهم .
-5-
نحن لا نملك اليوم كثيراً من الحُفّاظ للروائع من الاخبار والاشعار والنصوص، ولكننا – وللاسف الشديد – نملك الكثيرين من أصحاب الجرأة على الله وعلى الناس ممن لا يتورعون عن فاحش الأفعال والألفاظ ويحفظون منها الأبشع والأقذع .
وهنا تكمن المصيبة