-1-

من ملامح الخلل في المنهاج التربوي لأبنائنا التركيز على أهمية نجاحهم في الامتحانات المدرسية فقط وتنتظرهم مع نجاحاتهم المدرسية الجوائز والمكافئات وباقات الورود .

ونحن لا ننكر أهمية النجاح الدراسي ولكننا نتساءل ونقول :

ما هي قيمة ذلك النجاح مع غياب الوازع الداخلي الذي يحول بين الانسان وبين الارتطام بالافعال الدنيئة والأقوال الرديئة التي تنعكس آثارها السلبية عليه وعلى المجتمع بأسره ؟

-2-

علينا ان نركز على النجاح ضمن خطين متوازيين :

خط النجاح العلمي

وخط النجاح الأخلاقي والروحي

وبالافلاس الروحي والأخلاقي يتحول الانسان الى ذئبٍ ضارٍ لا يحمل من الانسانية معاينها الحقيقية .

-3-

قال تعالى في محكم كتابه :

( ولباسُ التقوى ذلك خير )

الاعراف / 26

نعم

ان التقوى هي غاية الغايات وانها مفتاح النجاح في الدنيا والاخرة .

-4-

والى أهمية التقوى اشار القائل :

ما يصنعُ المرء بغيرِ التُقى

والعزُّ كلُّ العزِّ للمتقي

والى أهمية ارتداء التقوى لباساً أشار الشاعر :

اذا المرء لم يلبس لباساً من التقى

تقلب عُريانا ولو كانَ كاسيا

فخيرُ خصالِ المرء طاعةُ ربِّهِ

ولا خيرَ فيمن كان للهِ عاصيا

-5-

واليك هذه الحكاية ما دمنا نتحدث عن التقوى

أجبرتْ احدى النساء زوجها على تسجيل ملكية داره باسمها ولم يستطع مخالفتها فسجّل داره باسمها

ثم انها ماتت قبل زوجها وورثها زوجها مع اُ?خْتين لها، رفضت إحداهما حصتها من الدار باعتبار أنها كانت تعلم بان ملكية اختها المتوفاة تمت باجبار زوجها وبالاكراه .

وهكذا يتجلى أثر التقوى في الحفاظ على الحقوق .

انّ التقوى هي الرادع الحقيقي عن ممارسة الاختراقات للخطوط الحمراء في كل الجوانب والمجالات .

ومن هنا أيضا :

أصبحت التقوى المعيار الأساس في التفاضل بين الناس .

حيث انّ أكرمهم عند الله أتقاهم . ،

قال تعالى :

( ان أكرمكم عند الله أتقاكم )

الحجرات / 13

ومن هنا أيضا :

أصبحت التقوى شرطاً لقبول الأعمال

قال تعالى :

( انما يتقبل الله من المتقين )

المائدة / 27

اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك وأسعدنا بتقواك ولا تشقنا بمعصيتك .