-1-
ما أكثر الدجل والخرافات والأباطيل التي تفترس الناس،
وما أقّلّ المعنيين بالتنوير والتبصير بالآفات التي تُوقع الناس بأوحالها .
-2-
إنّ هناك مَنْ يعد نفسه مِنَ المثقفين ولكنّه يُسارع الى مراجعة (العرّافين) ليكشفوا له عن مستقبله وأوضاعه القادمة دون أنْ ينتبه الى ما تنطوي عليه هذه العملية من إلغاء لحقيقه كبرى لا يصح اغفالها وهي :
انّ الغيب لا يعلمه الاّ الله ،
أو مَنْ يُطلعه الله عليه،
ولو استطاع العرافون أنْ ينفعوا أحداً لنفعوا أنفسهم وصانوها عن احتراف الدجل .
-3-
والخليل بن احمد الفراهيدي علم من أعلام اللغة ، فهو صاحب المعجم اللغوي الشــــهير ( العين ) ، وهو صاحبُ عِلْم العَروض – عِلْم الاوزان والبحور الشعرية – وهو صاحب المقولة الشهيرة في الكشف عن احقية أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) بولاية الأمر وقيادة الأمة دينيا ودنيويا حيث قال :
( رجوعُ الكُلّ اليه ، واستغناؤه عن الكُلّ ، دليل على أنه إمامُ الكُلّ )
-4-
لم يلزم الخليل الصمت أمام ما رآه من رواج سوق المنجمين، وحَمَلَه حرصه على التنوير أن قال :
أَبْلِغا عنيّ المنجم أنّي
كافرٌ بالذي قَضَتْه الكواكِبْ
عالِمٌ أنّ ما يكون وما كانَ
قضاءٌ من المهيمن واجِبْ
وهكذا وضحّ الصورة وصرخ بوجه الأباطيل
وهكذا هم التنويريون في كل عصر ومصر .