المنطق العقلي محترم،في كل زمان ومكان،وان اختلفت صوره ووجوهه وتوجهاته حتى،لانه ببساطة شديدة قائد اوحد للجميع برؤى وافكار واراء شتى،في النهاية لا يصح منها الا الصحيح،ومن المؤكد يبقى شرف المحاولات محترما بين البقية،فلولا تلك التجارب والمحاولات والسعي نحو الافضل،لما استطاع الانسان تبني موضوع المفاضلة بين كل شيء.
وكي لا ابتعد كثيرا عن جوهر القضية التي بصدد طرحها،ساحاول الاختصار جهد الامكان والدخول بلا اي تكثيف بالشرح،لكن لابد ان انوه لشيء في غاية الاهمية وهو انه لا ينظر البعض وربما الاغلب للموضوع من زاوية ضيقة جداً كما قد يبدو،لاني ساطرح القضية وفق ميزان العقل والمنطق،وفي هذا ليتنافس المتنافسون.
سوف اتناول بل واتبنى عقيدة ان الذين بعثهم الخالق مبشرين ومنذرين عارفين بكل شاردة وواردة منذ نشأت الخليقة حتى نهايتها،بامر المرسل لهم بطبيعة الحال وهو الخالق، وكل منهم حسب استحقاق الدرجة المرسل بها للاخرين.
وهنا سوف اتناول وبلا اي مقدمات اسم علي ابن ابي طالب-ع-كي لا اطيل بمقدمة اخرى تتبع الاولى ويطول الشرح فيها وهذا ما لا ارغب فيه حفاظا على الوقت والجهد كما اسلفت.
حديث دائما ما ترويه وتتناقله شريحة اجتماعية ممن يؤمنون بامامة علي ابن ابي طالب وغيرهم كذلك من طوائف الاسلام لكن لعل الدرجة مختلفة قليلا لحد ما والذي ورد فيه(انا مدينة العلم وعلي بابها،فمن اراد المدينة فاليتها من بابها).
وانا هنا لست بصدد تبيان صحة الحديث من عدمه،بل فقط من اجل تبيانه حسبما يمكنني منه المنطق العقلي.
سوف اسلم بصحة الحديث مئة بالمئة،وانه لا شيء بعيد عن قدرة الخالق وحكمته بان يهب قدرات وامكانيات لاحد خلقه تفوق جميع الذين من حوله لاجل غاية وربما غايات كثيرة هو اعلم بها.
كما تبين لك عزيزي القارئ من خلال المقدمة اني مسلم بهذا الامر قلبا وقالبا من اجل التسلسل بتفاصيل البحث والوصول للنتيجة المرجوة ‘وليس بالضرورة مؤمن بها كايمان الغير بموضوع البحث’،فلكل منا دينه ورؤيته.
ان الذي نسمعه ونراه من اولئك المومنين بامامة علي ابن ابي طالب-ع-وتحديداً ‘الذين يتقلدون ارتداء العمة’ وللانصاف ‘ليس جميعهم’قد فاق المنطق بكل شيء.
فالواقع اثبت وما زال يثبت انهم’ يحاولون افهام بل واقناع الشريحة المجتمعية التي تشاطرهم الايمان بامامة علي-ع-انهم اليوم واقصد اولئك البعض من اهل العمة يمتلكون تلك الامكانيات المعطاة من قبل الخالق لعلي ابن ابي طالب!!!
وانهم هم اليوم باب مدينة علم الرسول-ص-الذي استقر الحال به في جوف الارض، واصبح مزاراً للمؤمنين بنبوته، لهذا نلاحظهم يتدخلون بكل شاردة وواردة مهما كانت صغيرة وتافهة حتى، فيبتون فيها بأراهم متكئون على قاعدة’لا ينطق عن الهوى’! وكذلك قاعدة “الراد عليه كالراد على الله”!
وكما نوهت انفاً بأن واقعهم بخصوص هذه الجزئية الحساسة والخطيرة بذات الوقت،يثبت صحة تحليلي هذا،وللاسف عملياً نجحوا بتفوق، حتى فاقوا درجة تأثير علي ابن ابي طالب(ع)انذاك في مجتمعه بخصوص هذه الجزئية!
واخر قضية وليس اخرها تثبت صحة رؤياي بخصوص توجه اولئك اهل العمة لهذه الجزئية وتثقيف المجتمع عليها،ما اصيب به العالم باسره بخصوص جائحة كورونا والعراق ليس عنها ببعيد.
حيث اخذوا يفتون بشرعية الزيارات ‘رغم منع الجهات ذات الاختصاص والعلاقة’ لها،حفاظاً على حياة المجتمع من وباء اطاح بدول عظمى رغم كل ما تمتلكه من امكانيات تستطيع مواجهة هكذا قضية خطرة.
المضحك المبكي بالموضوع ان الكثير منهم طالته الجائحة ورقدوا في مراكز اعدت خصيصاً لهذا الغرض وفيهم من توفي على اثرها حتى من خارج العراق،بل يوجد البعض منهم استغل الجائحة طائفياً بقوله لبعض الجالسين تحت منبره”ان الشريحة المسلمة… في المنطقة…مستغربة من الموالين لعلي ابن ابي طالب! ان الجائحة لم تصبهم بسوء اطلاقاً! ويكمل لهم فاوصلنا لهم كلامنا هذا انه”كله ببركة توجيهات مرجعنا بزيارة الحسين”! رغم انها طالتهم كالبقية”ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا”.
للاسف الموضوع على ما هو فيه يضم غيره الكثير الكثير مما طرحته،لكن لابد ان تكن له نهاية فيها بصيص امل تضع النقاط على الحروف،والا من غير المنطقي ابقى اسرد بتفاصيل وبستطاعة اي انسان وللحظة واحدة ان يفكر بعقله متجرداً، من اي تبعية ان يلمس كل ما طرحته انا من ادلة تبطل توجه اولئك البعض الذين تزينوا بزي الدين زوراً وبهتانا.
ولا يفوتني ان اذكر حديثاً لعلي-ع- يبين فيها مكانة الانسان من خلال الاحتكام للعقل حيث قال”يستدل على عقل كل امرئ بما يجري على لسانه”وهذا الحديث مجرداً يكفي لحاله، ان يفند اباطيل وخزعبلات اولئك البعض،ممن ارتدو العمة لغير مبتغاها الحقيقي.
بل غايتهم تصوير انفسهم انهم اليوم يمثلون ذلك’الباب الذي منه يؤتى نبي الاسلام محمد’،والذي بدوره هو باب الله لانهم يمتلكون تلك الامكانيات التي اعطيت لعلي ابن ابي طالب من قبل الخالق ومن بينها معرفتهم بكل شيء تحتاجه الحياة.
وانهم يمتلكون الحلول لكل ما من شأنه يعيق مسيرة الانسان في الحياة الدنيا،فنقطة الخلاف هذه،جوهرية ولا يستهان بها،لانها تنافي منطق العقل،فالحياة ببساطة ووفق طبيعة مجرياتها تكاملية.
اي ان كل ما فيها يكمل الاخر مهما كان ذلك الاخر بسيطاً،سواء ما موجود بالطبيعة او الذي يملكه الانسان ويقدمه للاخر،فمن غير الممكن والمنطقي،ان الانسان يكون هو محور لذاته بكل ما يحتاج اليه في تفاصيل حياته.
وهذا للاسف ما يحاول اولئك البعض ممن تزينوا بزي الدين اقناع الاخرين به كما بينته خلال مسيرة البحث،”هولاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا”.