للغناء في العراق ألوان متعددة منها دينية أرتبطت بالموروث والتراث الشعبي،و منها دنيوية ترتبط تارةً بالموروث وتارةً أخرى بالتراث بعد ان دونت موسيقياً لتصبح تراثاً لطالما نردده ونعتز به على مر الزمن . ومن ألوان هذا الغناء هو ” الغناء الصوفي في العراق ” الذي هو مجالاً بكراً للبحث والتدوين ، حاله حال انواع الغناء الاخرى التي لم تنل من قبل المؤرخين والباحثين القدر الوافي للبحث والتدوين كأرشفة علمية وموضوعية لذلك الارث العراقي الرائع، وهذا ما أكده أغلب المؤرخين أن العراق كان المهد الأول للتصوف الإسلامي، حيث يرقد الصوفية الأوائل كالحارث المحاسبي والجنيد البغدادي ومعروف الكرخي ورابعة العدوية وغيرهم، ومن تعاليمهم نبتت بذرة الطرق الصوفية، التي انتسبت لعدة شيوخ، كان في مقدمتهم دفين بغداد الشيخ عبد القادر الجيلاني.
ونشأت برفقة ذلك آداب وفنون، كان من بينها الإنشاد الصوفي، الذي تطوّر وأخذ أشكالاً عدّة، في مختلف البلدان، وبات جزءاً من تراثها الفني وفولكلورها الشعبي.
وقد اجتذب الإنشاد الصوفي خلال السنوات الأخيرة عدداَ من الشباب العراقي، وشارك بعضهم في مهرجانات خارج البلاد.
و الإنشاد الديني والغناء الصوفي رافداً من روافد الموسيقى الدينية المتوارثة في العراق . ومن هنا دأبت دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة العراقية على إقامة عدة مهرجانات خاصة بهذا اللون الأدائي والذي هو صدى لفعاليات معروفة مثل استقبال وتوديع شهر رمضان الكريم واستذكار المولد النبوي الشريف، فضلاً عن حفلات الذكر والمناقب النبوية مستثمرة في ذلك نخبة من فرقها الموسيقية المتميزة بأداء هذا الفن الأصيل الذي يعبر عن روح المحبة والتسامح والسلام من خلال أنغام ومقامات وألحان عراقية شهدها مهرجان (سماع بغداد) للإنشاد والغناء الصوفي بنسخته الرابعة حيث قدمت فرقة (بيت المقام العراقي) مجموعة من الأناشيد الدينية وكانت جميعها من ألحان الملا عثمان الموصلي 1271-1341 هـ/ 1854- 1923 م.