لا يعني فلسطين ، من يجيء أو يرحل من القيادات الإسرائيلية فالجميع سيان بالنسبة للشعب الفلسطيني ، فالكل ساديون يؤمنون فقط بالقمع والاعتقالات وتهديم البيوت لكل من يطالب بحقه ، ومن يضع علامات التمييز بالنسبة للقيادات الإسرائيلية ، وهو بالضرورة يريد أن يبرر عملية التقارب أو التصالح مع هذا الكيان الغاصب ، فالقضية لا تحتاج الى تبريرات في عملية الانحياز لإسرائيل ، فهناك قضيتان مطروحتان مركزيتان اساسيتان لكل انسان حر ، وهما هناك كيان إسرائيلي احتل ارض شعب عربي وهو الشعب الفلسطيني وهجره منها بالقتل والابادة ، وهناك شعب عربي هو الشعب الفلسطيني اختار بإصرار ومبدئية تحرير هذه الأرض وإقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه .

بين هاتين القضيتين لا ثالث لهما ، فأما الانحياز لنضال أصحاب الأرض والدفاع معهم عن حقوقهم ، وأما الرضوخ لإملاءات الدول الكبرى والقبول بالصلح أو مد الجسور مع هذا الكيان الغاصب ، وبالتالي لا تنفع كل التبريرات أمام حقوق شعب مغتصب .

قد لا يستطيع الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة ، أن يعبر بشكل واضح عن خذلان أبناء عمومته لقضيته بحكم مجموعة من الفرضيات التي تمنع ذلك ، لكن لا يستطيع أحد من أنظمة العرب وكل دول المعمورة أن يمنعه من القتال والتضحية والاستشهاد من أجل تحرير ارضه ، وهنا تبرز المفارقة بين من اختار الخذلان دربا على طريق المساومة ، وبين من اختار الاعمال والفعاليات البطولية طريقا للاستشهاد على درب التحرير .

وعلى وفق ذلك رحل نتنياهو أم لم يرحل أو جاء ذاك أو لم يجيء ، فالمعركة مستمرة وتأخذ اشكالا مختلفة تتصاعد تارة وبأساليب لم يألفها الكيان الإسرائيلي أو تقل بحكم الضرورات الأمنية وطبيعة مكان وزمان الفعل المقاوم ، المهم هي مستمرة ، والأهم هو نشوء جيل جديد لا يخاف ولا يتراجع أفراداً أو مجموعات ينفذ في عمق العدو ، ويقاتل وهو مصاب بعدد لا يحصى من الطلقات مثلما فعل المناضل الشهيد التميمي ، فهو جريح ويقاتل وجنود العد اصحاء وهم يخشون الاقتراب منه ، فمثل هذا الشعب لايتصور أحد في الكونية كلها ماعدا بعض العرب أن يتراجع أو يتوقف عن النضال المسلح والكفاح الشعبي حتى نيل حقوقه الوطنية والقومية .

فالتاريخ اثبت بأن الامة التي ليس لها اهداف هي امة مأكولة الجانب من الأمم الأخرى ، والأمة التي تجزء قضاياها المركزية ارضاءً للفرض السياسي القسري التي تمارسه ضدها بعض الدول الشريرة ، فهي أمة لا تمتلك حق الدفاع عن صيرورتها التاريخية وعن مشروعها القومي ، وبالتالي تكون مملوكة لا مالكة .

المهم سبعون عاما والنضال الفلسطيني مستمر ، والأهم بروز مجموعات من الشباب مثل عرين الأسود وغيرها يبتكرون أساليب النضال ويخترقون مواقع العدو وينزلون به ضربات لم يتوقعها هو ، هم قادة الثورة المسلحة ، وهم وحدهم الذين لا يعنيهم مجيء نتنياهو أو ذهابه ، المهم تحديد بوصلة الهدف ، وهؤلاء الذين قال عنهم الشهيد ياسر عرفات ( أبو عمار ) يا جبل ما يهزك ريح.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *