بغض النظر عن بعض مواقف حكومة قطر السياسية الدينية والدينية السياسية وتحفظنا عليها. الا ان ما حققته هذه الإمارة الصغيرة في مساحتها والكبيرة في ابداعها من نجاح في تنظيم وافتتاح بطولة كأس العالم ، هذا المحفل الرياضي الاكبر عالميا ، بهذا الشكل البديع الذي أبهر العالم كله قاصيه ودانيه قد أثار حفيظة كل الحاقدين على العرب والعروبة فراحوا يختلقون المشاكل والذرائع الباطلة من موضوع حقوق الإنسان ومحاربة الكفر بدينها الذي حاولوا جلبه معهم إليها والى العرب والمسلمين بما يسموه مجتمع المثليين الذي يُحرَّمُه الدين الإسلامي والاعراف العربية بشكل لايقبل النقاش لغرض التقليل من قيمة هذا النجاح المنقطع النظير والذي اظهر حقيقة العرب حاملي راية الاسلام وإظهار صورتهم الواضحة المحبة للسلام والابداع والتسامح والمساواة بين كل أبناء البشرية المحبين للسلام ، هذه الصورة التي دفع المتضررين من العرب والحاقدين عليهم مليارات المليارات من الأموال منذ اكثر من قرن من الزمان لتشويه صورتهم ووصفهم بالهمجية والبداوة والوحشية والجهل ثم لصق تهم الارهاب والقتل فيهم حتى صار العربي يخجل من انتمائه لأمته بل ويسخر منها بسبب عدم وجود قيادات عربية تعيد الثقة للمواطن العربي بأمته التي تمتلك تاريخا مشرقا عظيما منذ خلقوا الى يومنا هذا بحكم اخلاقهم وتقاليدهم التي كانت قبل الإسلام والتي عززها الاسلام بعد تشريفهم الإلهي باختيار آخر انبياء الله محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم منهم ثم حمل رسالة الاسلام الى البشرية جمعاء وجعل لغتهم هي لغة قرآنه وعبادته ولغة اهل جناته وإقامة دولة عظمى غطت أجزاء واسعة من قارات العالم الثلاث انذاك اسيا وافريقيا واوربا ونشر العدل والمساواة والعلم والحضارة فيها والتي لاتزال شواهدها حاضرة في الأندلس و كل البلاد العربية وغير العربية التي شملتها تلك الدولة العظمى انذاك ، هذا التاريخ العظيم الذي حققه اناس يصورهم اعداؤهم على انهم بدو رحل لا يعرفون المدنية ولا التحضر والذي للعدو والصديق قدرة هؤلاء الرحل على تحقيق كل تلك الانجازات العظيمة مما ولَّد كل هذا الحقد والتآمر على العرب والانتقام منهم بابشع الصور والطرق من تشويه وفتن وحروب ودمار.
ان ما حققته قطر للعرب من نصر اعلامي كبير يجب ان لا يذهب الى زوايا النسيان كما ذهب العديد من انجازات العرب المُشرِّفة عبر قرون من الزمن وصار من الضروري جدا الحفاظ عليه وتطويره ليعود العرب الى صورتهم الحقيقية وتعود ثقة المواطن العربي في أمته ودينه.. فهل سيستفيد حكامنا العرب من هذه الفرصة التاريخية والعودة الى امتهم والاهتمام بها وبمكانتها التي يجب ان يفتخر بها كل ابنائها فيكون النجاح العربي الكبير الذي تحقق في قطر هو الحد الفاصل ما بين مرحلة التشويه المتعمد لأمة العرب وما بين اعادة هيبتها؟.