أريد أن أصير كأبي
بشارب سلفادوري مشذب
قميص أزرق؛
صوت أجش؛
وألا أبكي أبدا!

كبيرا كقلب أمي!
كسماء تتسع دون أيّ ملل!
كسحابة تبتلع مدينة شندي
كقبر ينتظر جثة ليتسع
كفراش مومس نام عليه مئات الشبقين وفي كل مرة لم ينم معها أحد!

أريد أن أكبر
دون أن أخجل مما بين فخذيّ
دون أن ترهقني نسنسة جاراتي الحذرات..
في لحظة شبق وظن!

أريد أن أصير كالبحر
حزينا وعميقا وشاسعا
أريد أن أصير كالبحر
لا يأبه لطفولته
أريد أن أصير كالبحر
أن أصير كموجة غارقة!

أريد أن أكبر
أن أقف أمام المرآة
أقيس طوليّ
كلما زدت سنتيمترا واحدا
تركت للمرآة ابتسامة صغيرة
كعربون شكر
أكبر؛ تبتلع المرآة كلّ ابتساماتي
أخرج بوجه كالح وحزين!

أريد أن أكبر
لكي أتعلم
نسج مشنقة من ضوء قوس قزح

أنتظر المطر
دون خوف

ارقص مع دوي الرعد
بأرجل رشيقة

أقبل فتاة دون أن يركض كلانا مدعيّين الخجل!

وأخرج ثائرا ضد الليل؛ أفيق صباحا فأجدني في حانة مجاورة

أريد أن أكبر كأبي..
أكبر دون أن أفلت خيط طائرتي الورقية

أكبر وأظل أبكي في حضن أمي كي أنالّ القليل من الهدهدة

أكبر دون أن أتوقف عن
الهأهأة
والمأمأة

أكبر كالبحر!

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *