الفرق بين تاجر الجواهر والصائغ كالفرق بين بائع اللوحة والرسام اصابع تعد النقود وانامل تنقش الجمال وفرشاة ترسم الافكار.. فشتان ما بين العجيج والفنون.
لطالما حمل الاستاذ زيد الحلي ازميله ينبش الحروف يغربل اصدقها ينثرها كالزراع بذرا ويسقيها بجداول عرقه وصبره.
جال في عواصم مصر وبيروت والشام والمغرب العربي والخليج سفير فوق العادة يبحث عن خبر وحكاية يتنقل بين كبار الأدباء والفنانين يصور ويحاور ويناقش وبين حدقاته وطنه يقدم نتاج و اسماء عظماء العراق من كتاب ومثقفين وفنانين.
فمنذ ستينيات القرن المنصرم وهو مازال صبيا لم يتجاوز ال١٧ عاما حاز على هوية نقابة الصحفيين كاصغر صحفي في تاريخ الصحافةولا ابالغ ان قلت في الوطن العربي !!
يحمل فانوسه يبحث بين تلال القش عن قلم جديد وصوت جديد ولولا زيد الحلي لما عرفنا الفنان الراحل سعدي الحلي والفنان ياس خضر والتشكيلي علاء بشير والكثير الكثير من رجال الصحافة والاعلام الذين اشادوا به يصفونه بالمعلم اكبارا واجلالا لدوره في تسليط ضوء فانوسه عليهم حتى اناروا طريق الفن والادب والثقافة والاعلام وكي يحفظ للتاريخ دوره اصدر كتب يوثق فيها محطاته بالصورة والصوت والكلمة ( السنين ان حكت ، خمسون عاما في الصحافة ، شكرا… قالوا في الكتابة عني).ومحاضرات ولقاءات تلفزيونية كثيرة جدا ومن اريحيته لا يتكلم عن نفسه يسبغ على زملائه ارق العبارات.
قال عنه نقيب الصحفين الاسبق المرحوم فيصل حسون : هو اول صحفي واخر صحفي ونقابي في تاريخ صحافة العراق حين التحق محررا في جريدة العرب عام ١٩٦٣….
وقال عنه عميد الصحافة العراقية الاستاذ سجاد الغازي : عندما ولج زيد الساحة النقابية كان امينا في مهمته ؛ واذكر انه جاءني ذات يوم يشكو التضييق عليه بعد ان ضاقوا به ذرعا وكان يريد الانسحاب ليريح ويستريح فشددت عليه بالنصح والصمود والتحمل…
وقال عن نفسه : حاولت في هذه المذكرات والذكريات ان لا اجعل الغبار يتطاير عنها فيصيب البعض بالعطاس او ( الاختناق) لذلك قمت برش الماء لاحول دون ذلك، كما حاولت ان اكون في مسيرتي مثل جبل لا يهتز لشيء وان اكون مثل طفل وديع رقيق يهتز لكل شي…